أكد المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل أنه لا يمكن لمصالح الشرطة تأدية مهامها إلا في إطار ''الاحترام الصارم'' للقوانين ''في ظل روح التهدئة وبمنطق يزيح كل التصرفات العدوانية أو العنيفة''. ودعا في كلمة له، أول أمس، خلال حفل تخرج الدفعة الثالثة عشر لعمداء الشرطة الذي احتضنته المدرسة العليا للشرطة بالجزائر العاصمة، رجال الشرطة إلى ''التحلي بالرزانة والصبر والإقتداء بالسلوكات المهنية حيال مواجهة الإثارات والإستفزازات''، غير أن المدير العام للأمن الوطني، شدد على أنه ''إذا اقتضت الظروف، فإنه يمكن لمصالح الشرطة استعمال القوة المشروعة للحد من التصرفات غير الشرعية للعنف والتصدي لها''. وعليه كانت أوامرنا دوما -يقول اللواء هامل- في عدم اللجوء لاستخدام الوسائل المتفق والمتعارف عليها والمرخص بها في القوانين الوطنية أو الدولية إلا في حالات المساس الخطير بالنظام العام''. ونوه المدير العام للأمن الوطني، بمساهمة المواطنين في إحباط محاولات زعزعة واستقرار المجتمع الجزائري قائلا في هذا الصدد إن فلسفة الشرطة تستمد مبادئها من احترام المواطنين ''الذين من خلال تفهمهم للرهانات والأخطار المحدقة بالسلم الاجتماعي الثمين الذي لم نعرفه إلا مؤخرا ساهموا وبفعالية في إحباط محاولات زعزعة واستقرار مجتمعنا''. وأبرز أن دعم المواطنين خلال الأسابيع الماضية في المحافظة على النظام العام ''شأن جدير بالذكر'' مضيفا أنه مكسب ''علينا تعزيزه من خلال سلوكنا المثالي وببرودة الأعصاب''. وهنأ اللواء هامل، بالمناسبة، كافة رجال الشرطة المكلفين بحفظ النظام العام على عملهم المؤدى على ''أكمل وجه'' والذي كان غالبا -مثلما قال- في ظروف صعبة''. من جهة أخرى، أكد المتدخل أنه بقدر ما تلتزم المديرية العامة للأمن الوطني بحماية رجالها أثناء تأديتهم لوظائفهم فإنها ''لن تتوانى عن ردع كل السلوكات السلبية والمخالفات الماسة بالانضباط وأخلاقيات المهنة بكل حزم من خلال التطبيق الصارم للقانون تجاه مرتكبيها''. وبغية تدعيم دور الأمن الوطني، أشار اللواء هامل إلى أن الشرطة الجوارية الحقيقية المبنية على الإصغاء والوقاية والمساعدة تبقى ''الهدف الاستراتيجي'' المسطر من أجل تدعيم دور الأمن الوطني ''بصفته مرفقا عاما هاما سعيا لإشراك المواطن أكثر في تحقيق الأمن''. ومن شأن هذه الثوابت -يضيف المتدخل- أن تسمح كذلك بمواجهة الإجرام والانحرافات بالتطبيق الصارم للقوانين التي لا تستدعي فقط تحيين المعارف والمناهج بل تتطلب أيضا ميزات شخصية جوهرية ضرورية لأداء مهنة أضحت تتطلب المزيد وتقتضي الكثير من التضحية''. وتوجه اللواء هامل إلى طلبة الدفعة المتخرجة قائلا لهم ''إن الالتزامات المترتبة عن رتبكم الجديدة ليست بالمهام الهينة بل تتطلب منكم إعادة النظر الدائم لمعارفكم ومراجعة مستمرة لمنهجية عملكم التي لن تتأتى دون ثقافة التقييم.'' وأشار إلى أن الجانب التكويني ستتم مراجعته في إطار القانون الأساسي الجديد من خلال تمديد الفترة التكوينية في السنوات المقبلة وتكييف وتكملة وإثراء البرامج التكوينية. وكانت المدرسة العليا للشرطة بالجزائر العاصمة قد احتضنت نهاية الأسبوع حفل تخرج الدفعة الثالثة عشر لعمداء الشرطة والمتكونة من 227 طالبا تلقوا تكوينا لمدة أربعة أشهر. وحضر مراسم حفل التخرج وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية ووزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز وكذا المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل. وحملت الدفعة المتخرجة اسم شهيد الواجب الوطني ضابط الشرطة جعدي عمارة الذي اغتالته جماعة إرهابية في الفاتح من شهر أوت عام .1992 (وأج)