قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة مؤخرا بإدانة المتهم (ش·أ) البالغ 20 سنة، بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد مع تعويض أسر الضحية الثلاثة بمبلغ 20 مليون سنتيم لكل منها·
تفاصيل القضية حسب قرار الإحالة، تعود إلى شهر جويلية من السنة الفارطة (2007) عند العاشرة ليلا إثر مكالمة هاتفية تلقتها مصالح الدرك الوطني من أشخاص مجهولين تفيد بوجود جثة على حافة الطريق الوطني رقم 05 الرابط بين قسنطينة وبلدية عين أسمار تعود لرجل في ال 51 سنة مطعون بأداة حادة على مستوى الصدر، ليفتح على إثرها تحقيق في القضية للوقوف على ملابساتها والوصول إلى الجاني· وأسفرت التحقيقات عن تقدم شاب إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى إبن باديس الجامعي مصابا هو الآخر بطعنات خنجر على مستوى الظهر، وأجريت له عملية جراحية، ليتضح بعدها أن الشاب هو المتهم بقتل الكهل، ولكنه تقدم بإسم مستعار وهو (ف·ب) وهو ما أثار شكوك المصالح المختصة، التي قامت بوضعه تحت الحراسة المشددة· وفي نفس اليوم، وردت معلومات تفيد أن نفس الشاب الذي يحمل نفس المواصفات قد غادر سيارة من نوع (بيجو 206) تحمل ترقيم العاصمة وهو ينزف، ليتبين أن السيارة لصاحبها المدعو (س·س) الذي باعها قبيل وقوع الحادثة، وعثر بداخل السيارة على رخصة سياقة تحمل اسم الضحية (ل·ح) وتم التعرف على هويته وكذا هوية المشتبه به وهو المتهم (ش·أ)· هذا الأخير الذي اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، وأكد أنه يعرف الضحية منذ 5 أشهر، وأن الضحية كانت تمارس عليه اللواط في مسكنه بحي التوت مقابل مبلغ 400 دج أحيانا وأحيانا دون مقابل، كما أكد المتهم أمام الضبطية أنها المرة الرابعة التي تمارس فيها الضحية عليه اللواط، ولم يكتف بذلك بل أصبح يقدمه لأصدقائه كذلك، وهو الأمر الذي أدى به الى وضع حد لتلك الممارسات الشاذة في حقه محاولة منه لتوقيف هذا الابتزاز والانتقام لشرفه· كما أكد المتهم أنه يوم الجريمة ذهب رفقة الضحية إلى إحدى الحانات واقتنيا 04 قارورات وانطلقا على متن سيارة الضحية إلى عين السمارة أين ركن الضحية سيارته على حافة الغابة لتعاطي المشروبات الكحولية وأجبر المتهم على النزول والشرب معه قصد ممارسة شذوذ الجنس عليه، المتهم أكد أنه لم يكن ينوي تعاطي الكحول إلا أن الضحية أجبرته فبرفضه الاستجابة لنزواتها أخذ خنجرا وطعنها في صدرها دفاعا عن نفسه بعدما حاولت الضحية النيل منه بالخنجر وقد أصابته على مستوى الظهر بعدة طعنات إلا أنه استطاع الافلات تاركا الضحية تنزف في الغابة· وأخذ سيارته وقصد صديقيه (ل·ع) و(ط·ه) وطلب منهما نقله الى المستشفى إلا أنهما رفضا· وغيّر المتهم أقواله التي كان قد أدلى بها أمام الضبطية، إلا أنه عاد واعترف بالتهمة المنسوبة إليه للقاضي، مؤكدا أن الضحية كانت تمارس عليه الجنس في مسكنه ولمرات عدة، كما أنه لم يكن ينوي قتله· وأكد الطبيب الشرعي أن الطعنة التي تلقتها الضحية على مستوى الصدر كانت كافية لقتله، فقد كانت من الأعلى على عمق 4 سم· وطالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة المؤبد على المتهم وأشار ممثلها إلى أن تصريحات الجاني كانت متناقضة وأن ممارسة الشذوذ الجنسي عليه مجرد أقوال ليبرر بها فعلته· وبعد المداولات، تمسكت هيئة المحكمة بحكمها، حيث أدانت المتهم بالمؤبد وهو الحكم الذي أدهش الحاضرين بالقاعة كون المتهم كان هو الآخر ضحية عنف جنسي مورس عليه تحت الإكراه·