يحتضن مركز التسلية العلمية حاليا معرضا تشكيليا لمجموعة من الفنانين الذين يمثلون مدارس فنية مختلفة. يشارك في المعرض 74 فنانا تشكيليا من مختلف الاجيال يعرضون لوحات ذات أساليب مختلفة مما مكن هؤلاء من التلاقي وتبادل شتى المعارف والخبرات وحتى الأحاسيس. تشترك اللوحات في فكرة طرح التصورات والرؤى المختلفة لهذا العالم، بكل تناقضاته وانسجامه بشكل عفوي يعطي البصمة الانسانية الراقية المتأملة لكل ما يدور من تحولات. يرتكز الكثير من هؤلاء الفنانين على تقنيات كلاسيكية تكاد تغيب مع تطور أساليب الفن التشكيلي، كما تم الاعتماد أيضا على الاسلوب الكلاسيكي حتى في طرح المواضيع حيث يلاحظ النبش في الاحلام الرقيقة التي تعكسها قوة التقنية. الاعتماد على بعض التقنيات التقليدية لايعني الانسياق للتقليد بل ان جل الشباب العارضين يفرضون رؤيتهم وأسلوبهم الخاص لبصمة خاصة بجيلهم الطموح. للإشارة؛ فقد شهد هذا المعرض فعاليات مسابقة الجائزة الكبرى لعائشة حداد في طبعتها الخامسة والتي تنظمها مؤسسة فنون وثقافة كذكرى لمسار هذه الفنانة الكبيرة الراحلة التي تعد واحدة من جيل الفنانين الرواد في الجزائر، ومن جهة أخرى فإن الجائزة هي تشجيع وتثمين لبعض الطاقات التي تستحق الاستمرار والظهور، خلال الدورة التي نظمت في هذا المعرض والتي أطرتها لجنة تحكيم مكونة من أساتذة يدرسون بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة. تحصلت الفنانة تبيب حسيبة على الجائزة الأولى وتحصل شوان عبد الرحمن على الجائزة الثانية وعادت الجائزة الثالثة للفنانة آيت سعدي تركية، علما أن الفائزين اشتركوا في ابراز رموز الحياة والامل والبساطة. من بين المشاركين في هذا المعرض أيضا الفنانون عبد الجبار ابراهيم بلوحة »قصر بوسعادة«، والفنان بن صالح اسحاق ب»الطفولة الضائعة« وتركي مراد بلوحة »الكوبي بالسيجار«، وعمراوي عبد السلام بلوحة »منمنمات ذات ايحاءات بربرية« والكثير من الفنانين كخماشو جميلة، وعزيزي ليندة وعلوان محفوظ، ورنوني محمد، قرمي مليكة، دبابي عبد النور وغيرهم ممن عرضوا بعض المظاهر الاجتماعية اليومية كالمقاهي، والأعراس والأسواق والطبيعة والمرأة والثقافة كما ظهرت عندهم التقنيات العالية التي تعكس مستوى تكوينهم العلمي وتحصيلهم وموهبتهم الفطرية.