أكد مشاركون في ملتقى نظم أمس الإثنين، بتندوف، حول ''دور الزوايا في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي'' أن البعد الروحي والاجتماعي للمقاومات الشعبية ساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية على مدى تاريخ نضالات الشعب الجزائري. وأوضح عدد من الأساتذة الذين وفدوا من عدة جامعات بالوطن في مداخلاتهم ''بأن البعد الروحي والاجتماعي الذي اتسمت به المقاومات الشعبية في الجزائر طيلة مسارها التاريخي كان بمثابة صمام أمان للهوية الوطنية، حيث كان للزوايا دورا هاما في دعم هذه المقاومات الشعبية. وتناول المشاركون في هذا الملتقى الذي نظم ضمن فعاليات التظاهرة السنوية ''معروف الولي الصالح سيد أحمد الرقيبي'' بالمناسبة جانبا من دور الزوايا التي ساهمت بفعالية في تدعيم هذه المقاومات الشعبية التي خاضها الشعب الجزائري ضد الاحتلال طيلة الحقبة الاستعمارية. ويشكل الرصيد التاريخي والنضالي الكبير الذي تتمتع به الجزائر من الأسس والمبادئ الراسخة التي تتبناها بخصوص دعم نضالات الشعوب المقهورة ودعمها لقضايا التحرر في العالم كما أضاف المتدخلون. كما أبرز المحاضرون في نفس السياق أهمية دراسة تاريخ الحركة الوطنية التي تمثل ركنا أساسيا في تاريخ نضالات الشعب الجزائري، مؤكدين ''أن فرنسا الاستعمارية حاولت أن تقضي على تاريخ وحضارة الشعب الجزائري إلا أن هناك علماء أجلاء من أمثال الشيخ ''سيد أحمد الرقيبي'' ناضلوا من أجل المحافظة على هذا التاريخ وصون الهوية الوطنية''. وأشار المتدخل بن علي أبو بكر أستاذ التاريخ بجامعة بشار في هذا الخصوص ''إن الشيخ سيد أحمد الرقيبي يمثل رمزا حقيقيا لجذور الثقافة الشعبية الجزائرية التي تشكل بدورها امتدادا للمقاومات الشعبية ضد المستعمر الفرنسي'' . وذكر في هذا السياق ''أن الشعب الجزائري يتميز بقيامه بثورات متعددة امتدت طيلة التواجد الاستعماري مستشهدا في هذا الشأن بالمقاومات الشعبية التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني وغيرهم. و''تشكل هذه التظاهرة الاجتماعية والتاريخية محطة هامة لتخليد تضحيات وإبراز مناقب الولي الصالح الشيخ سيد أحمد الرقيبي وإقرارا بجهاده وذوده عن الدين، حيث كان يشتهر لدى أهل المنطقة بمناقب متعددة ومن بينها إصلاح ذات البين ورفض المفاسد وإصلاح المجتمع'' كما أضاف الأستاذ بن علي أبو بكر. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموعد الذي تشهده ولاية تندوف سنويا قد تميز بإقامة العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية داخل مجموعة من الخيم البدوية التي أقيمت بالمناسبة. شهدت هذه التظاهرة السنوية حضورا واسعا للجمهور ومدعوين وخاصة الطلبة والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية. ( وأج)