ثمنت مجلة ''الجيش'' في عددها الأخير مشروع الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة واعتبرتها مرحلة نوعية أخرى في معركة التشييد الوطني، مشددة في نفس الوقت على أن تجسيد أهداف هذه الإصلاحات يمر حتما عبر إعادة النظر في قطاع العمل، وكذا الاختيار الناجع للإطارات الكفؤه التي تشغل مناصب المسؤولية على جميع المستويات. وخصت المجلة في العدد 576 الصادر في جويلية الجاري حيزا واسعا لاحتفال الجزائر بالذكرى ال49 لعيد الاستقلال، وعادت في افتتاحيتها إلى حيثيات الحفل المنظم بمناسبة تخرج دفعات جديدة بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، بإشراف رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد عبد العزيز بوتفليقة، مع إبراز ما تميز به خطاب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق احمد قايد صالح الذي جدد بالمناسبة العزم الوطيد والتحفيز القوي لقيادة الجيش الوطني الشعبي، على مواصلة مجهود إنجاج مساعي تطوير القوات المسلحة والارتقاء بقدراتها وجاهزيتها على ما يتساوق وعظمة مهامها الوطنية والدستورية. كما شدد المتحدث بالمناسبة على ضرورة تكوين الرجال وتحضيرهم في كل الأوقات وفي كل الظروف، بغية تمكينهم من أداء مهمتهم القتالية في الظروف الصعبة، مؤكدا بأن ذلك هو الهدف الرئيسي للمنظومة التكوينية العسكرية التي شهدت منذ سنة 2007 إصلاحات هيكلية وبيداغوجية. وفي سياق متصل ذكرت افتتاحية ''الجيش'' بالتعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية لقيادة المؤسسة العسكرية في سنة ,2007 والتي دعا فيها إلى إعمال الفكر إعمالا جادا حول التصور المتعلق بمنظومة الدفاع الوطني، مشيرا إلى أن هذا التصور ينبغي أن يحظى بأوسع قدر من الإجماع ويتزامن مع الشروع التدريجي في إعداد ثقافة دفاع وطنية فعلية في البلاد، لا سيما في ظل انخراط الشعب الجزائري برمته في مواجهة جميع أشكال التحديات والدفاع عن مكتسباته. كما تناول عمود المجلة المغزى الأساسي من احتفال الشعب الجزائري ومؤسساته الدستورية بعيد الاستقلال، حيث أكد أن الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة سيبقى دوما يشكل اللحظة التي ترسخ في الذاكرة الجماعية التضحيات الجسام للشعب من أجل استرجاع كرامته وحريته، واصفا مسيرة الجزائر بين 1962 و,2011 بمسيرة شعب يتطلع لبناء دولة حديثة ومزدهرة وعادلة. وتطرقت المجلة في نفس العمود إلى مشروع الإصلاحات متعددة الأشكال التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة واعتبرتها، مرحلة نوعية أخرى في معركة التشييد الوطني، تسمح بتكريس دولة القانون وتعزيز مقومات أسس الديمقراطية وكذا التوزيع العادل لثروات البلاد. كما اعتبرت أن تجسيد أهداف هذه الإصلاحات يمر حتما عبر إعادة النظر في قطاع العمل، وكذا الاختيار الناجع للإطارات الكفأة التي تشغل مناصب المسؤولية على جميع المستويات، مشيرة في نفس الصدد إلى أن دمج الشباب في معركة التشييد الوطني يحتل مكانة هامة في صميم اهتمامات السلطات العمومية. وفي مواضيعها المتصلة بأهم الأحداث التي ميزت الفترة الأخيرة، أبرزت مجلة ''الجيش''، دعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أثناء مشاركته نهاية شهر جوان الماضي في القمة ال17 للاتحاد الإفريقي بعاصمة غينيا الإستوائية ''مالابو'' على ضرورة تعزيز قدرات الشبيبة الإفريقية، وكذا تأكيده في تقييمه لحصيلة مبادرة ''النيباد'' على أن الاستقرار والازدهار في العالم سيتعزز عندما يكون بإمكان إفريقيا المشاركة بشكل كامل في الرقي العالمي.أما ملف العدد فقد تطرق لظاهرة النزوح الداخلي أثناء النزاعات، وواجب حماية هؤلاء النازحين كإجراء إنساني تشارك فيه كل الدول والشعوب، وكشف الملف بالمناسبة عن أرقام مذهلة تتعلق بهذه الظاهرة التي ترتبط بالصراعات وأعمال العنف، حيث بلغ العدد الإجمالي للنازحين في 54 دولة ما يفوق 1,27 مليون شخص، مع تسجيل أعلى نسبة من النزوح في إفريقيا التي بلغ بها العدد في نهاية 2009 أكثر من 6,11 مليون شخص، تليها الأمريكيتان ب5 ملايين نازح. كما أبرزت ''الجيش'' في ملف تابع للملف الأول دور الجيوش في إجلاء الرعايا من مناطق التوتر، مشيرة إلى أن هذه المهام المعقدة والتي تستدعي وجود اتفاقات تعاون عسكري تؤطر هذه العمليات بين الدول، تعرف في الفترة الأخيرة تناميا بفعل حالات التوتر والاضطرابات الأمنية التي تشهدها العديد من البلدان ولاسيما منها البلدان العربية.