ليالي رمضان بين الذكر والترتيل والصلاة على النبي الطاهر الجميل الذي تغنى بمكارمه الشعراء وتنافس على وصف محاسنه وشمائله المتنافسون طمعا في شفاعته والإرتواء من حوضه وقد تميزت سهرة أول أمس بقاعة الأطلس في إطار السهرات الرمضانية ليالي الموشح والتراث التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بليلة جزائرية عربية كانت بلابلها عاصمية عراقية مستغانمية فأطربت القلوب وأبهجت الأرواح على صوت البلبل العراقي الصداح مروان صباح. على أصوات بلابل فرقة الإسراء بالمدنية، بدأ الحفل المديحي في ليلة من ليالي الموشح والتراث حيث طارت القلوب والأرواح من خلال أصوات بلبلية إلى دوحة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- تستظل بظلها وترتوي بعذوبة مائها وتشم طيب الطيب الهادي سيرا على أنواره التي أضاءت القلوب فجعلتها بصيرة حيث أنشدت فرقة الإسراء من المدنية: »الصبح بدا في طلعته والليل دجا من وفرته محمدنا هو سيدنا والعز لنا في طاعته« وعلى هذه النغمات الشجية التي تجاوب معها الجمهور مرددا مديحها بالتصفيق والزغاريد أنشدت الفرقة »أنا سيدي عندي طبيب ويعالجني بدواه قلبي متولع بالحبيب سيدي رسول اللّه أنتم أهل السر العجيب سبحان اللى جلاه« كما أنشدت فرقة الإسراء مديحا دينيا تحت عنوان: »من بحر الجبروت قد ظهرت نقطة« وأطربت فرقة الإسراء الجمهور الحاضر الذي تجاوب معها مطولا بمديح: »تمنيت أنشوفك مرة في منامي أنت رسول اللّه الغالي حبيب اللّه العالي سيدي سيدي محمد نور عياني« وبعد التجاوب المبهر من قبل جمهور الأطلس دخل المنشد العراقي الشاب مروان الصباح الذي صدح وصدحت معه مجموعة فرقة الإسراء حيث أطرب الجمهور الحاضر بمديح من قصيد: »قد سرت خلفك في الطريق الأقوم ورزقت حبك يا محمد في دمي تحلو بذكر محمد ترنيمتي يا هذه الدنيا معي فترنمي أنا مسلم وحدت ربي وحده ووهبت قلبي للرسول الأكرم« ورددت القاعة مع المنشد العراقي مروان الصباح: »جمال طه سباني صلى اللّه عليه لحبه قد هداني صلى اللّه عليه حبيب للعبادي صلى اللّه عليه شفيع في الميعادي صلى اللّه عليه حبيبي نور دربي شغل روحي وقلبي ''صلى اللّه عليه'' محمد يا نبينا إمام المرسلينا ''صلى اللّه عليه'' يا شفيع المذنبينا من الحوض سقينا جمال طه سباني لحبه قد هداني فاق كل المعاني صلى الله عليه« وفي موال بصوت عذب تقطر نغما، صلى على النبي وباح بشوقه ألما، وفاض قلبه بحبه حين أنشد: »دعني أبوح بما يفيض فؤادي فالشوق راحلتي وحبك زادي يا إمام الرسل يا سندي أنت بعد اللّه معتمدي وبدنيايا وآخرتي يا رسول اللّه خذ بيدي'' كما غنى المنشد العراقي موشحات عراقية من التراث العراقي الشعبي منها: »زينوا الحرم والحرم لينا وفأرض الحرام طفنا وصلينا« ومديح الهادي الذي يقول فيه: »مدح الهادي ذي الكرم طيب لي سمعي وفمي إني صب مشتاق فمتى أسكن في الحرم« كما أنشد موال: »أحب بقاع الأرض في القلب طيبه وخير عباد اللّه فيها محمد« وردد معه الجمهور الحاضر: »يا حمام المدينة سلم على نبينا وأنا مالي ومال العباد بدي طه نبينا« ليختتتم بهذه الأغنية الجميلة التي بقي الجمهور يرددها السهرة ويترك المجال لفرقة ''نور المصطفى'' التي يقودها المنشد بلعالية بن دهينة التي أطربت هي الأخرى الجمهور بمدائح مختارة ووصلات عذبة منها ''سل الجمال'' و''محمد نفحة الرحمن'' و''البشير النبي السراج المنير'' لتنتهي السهرة على أمل اللقاء في الجمعة القادمة مع ليالي الموشح والإنشاد بقاعة الأطلس.