لقي العرض المسرحي ''لي سينيستري'' الذي احتضنه المسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء، إقبالا كبيرا للجمهور القبائلي المتعطّش للعروض المسرحية ومتابعة هذا العرض الذي لقي نجاحا كبيرا على اعتبار أنّها مسرحية تنتهج السخرية لتحدّثنا عن وجهين الكذب والخداع والحق والحقيقة. واستمتع الجمهور القبائلي من عشّاق أب الفنون بالعرض المسرحي المتميز الذي يعدّ من أشهر اقتباسات المسرحي موحيا من المسرح العالمي للغة الأمازيغية والذي أخرجه كمال عياش يصوّر شخصية ''سينيستري'' مجازا وهو محام أرغمته البطالة الناجمة عن عدم وجود الزبائن إلى ولوج عالم النصب والاحتيال تحت غطاء مهنة المحاماة، حيث يقوم باختيار زبائنه بدقة من بين السذّج والجاهلين بالقانون ليحتال عليهم بطريقته الخاصة. وتدور أحداث العرض المسرحي حول مقولة أسندت إلى ''أدولف هتلر'' والتي مفادها ''كلّما تضاعف حجم الأكذوبة، كلّما صدقها الناس''، اتخّذها المحامي سينيستري كمبدإ للدفاع بل مبدإ في الحياة، لينتهج سبل الكذب والخداع من أجل الكسب، متسلّحا بطلاقة لسانه وفصاحته، واضعا بذلك خططا جهنمية للإيقاع بالناس الأكثر طيبة في شباك الإحتيال، وفي يوم من الأيام، يسقط في فخّ الاحتيال الذي كان ينصبه لغيره من خلال راعي أغنام الذي قصد المحامي طالبا منه الدفاع عنه في قضية سرقة تعرّض له قطيعه فكان ما كان. واستمتعت العائلات المتوافدة على المسرح بوقتها، حيث لم يتوقف الحضور عن الضحك من خلال المشاهد التي يجسدها أعضاء الفرقة في قالب فكاهي هزلي واستخلاص العبر من موضوع العرض الذي زادت جماليته إلى جانب السينوغرافيا التي كانت متجانسة مع طبيعة الموضوع، الأداء المتميّز للممثلين الذين برعوا في شدّ أنظار الجمهور إليهم من خلال حركاتهم ولباسهم ولغتهم التي تمثل ألغازا عبارة عن نقد لظواهر اجتماعية. وعبر الجمهور بتصفيقاته المتتالية لكل مشهد وموقف. وللإشارة تظل مسرحية ''لي سينيستري '' أكثر شعبية وإقبالا من الجمهور القبائلي، حيث تعرف، وفي كل مرة تبرمج للمشاهد، إقبالا منقطع النظير.