انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون الإصلاحات المتعلقة بالإعلام والأحزاب السياسية والجمعيات. معتبرة أن هذه النصوص تتعارض مع تطلعات الشعب الجزائري وتمثل تقهقرا مقلقا للمكاسب الديمقراطية، كما أنها لا تأخذ بعين الاعتبار التداعيات الوطنية والدولية، داعية إلى سحبها في أقرب الآجال. وجددت السيدة حنون في ختام الجامعة الصيفية لحزبها، أمس، دعوتها لإنشاء مجلس تأسيسي يجسد السيادة الشعبية ويؤسس لدولة ديمقراطية فعلية، مشيرة إلى أن هذا الخيار ليس غاية في حد ذاته بل أداة لإرساء التغيير الديمقراطي في الجزائر. وبخصوص نمط الحكم، جددت المتدخلة أيضا مساندة حزبها للنظام البرلماني الذي يكرس الفصل بين السلطات ويعطي الأولوية للجهاز التشريعي مع تدعيمه بأدوات الرقابة على عمل الحكومة ويكرس أيضا استقلالية القضاء. ومن جهة أخرى ولدى تطرقها لملف المفقودين، قالت الأمينة العامة لحزب العمال إن تكفل الدولة ماديا بعائلات الضحايا أمر إيجابي، لكن البحث عن الحقيقة هو من بين شروط عودة السلم الحقيقي. أما في الشأن الدولي وبخصوص الوضع في ليبيا حذرت المتدخلة من كون الحرب الدائرة في هذا البلد تهدده بالتمزق والزوال. وأكدت السيدة حنون أن الإدعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة التي تطال الجزائر الهدف منها إجبار الدولة الجزائرية على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل -كما قالت- ''شرعنة الانقلابات الدولية ونهب الثروات الليبية وتكريس القبلية''. وفي نفس الإطار حيت المتدخلة موقف الجزائر من الأزمة الليبية والذي -كما أبرزت- كان واضحا منذ البداية من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدعوة إلى حل سياسي بين الليبيين. ونشطت السيدة حنون في ختام أشغال الجامعة الصيفية لحزبها ندوة صحفية أعادت خلالها التذكير بمواقف حزبها من مختلف القضايا الوطنية والدولية الراهنة. في هذا السياق جددت مطالبة حزبها بضرورة تسبيق تعديل الدستور على مراجعة القوانين الأخرى المنظمة للعمل السياسي منتقدة من وصفتهم ب''قوى الجمود'' داخل الإدارة التي لا تريد التغيير والأكثر من ذلك تريد -حسبها- التراجع عن بعض المكاسب الديمقراطية. وقالت إن التغيير السياسي الحقيقي سيضع الجزائر في طليعة الدول العربية الرائدة في مجال الديمقراطية والحريات. وفي ردها عن سؤال حول عودة الانفجارات الانتحارية في الآونة الأخيرة أوضحت السيدة حنون أن العلاقة بين المصالح الأجنبية والإرهاب الدولي أصبحت واضحة، داعية إلى المزيد من الحيطة والحذر. وأضافت المتحدثة أن تكريس الديمقراطية من شأنه أن يقوي مناعة وسلامة الأمة الجزائرية من خلال تجفيف منابع اليأس الذي يغذي العنف.