أجهضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس كل الحظوظ لتحقيق تقدم في لقاء القمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول الإسرائيلي ايهود أولمرت عندما وضعت "خطوطا حمراء" للمفاوضات وقالت بتحريم تجاوزها·
وتكون تسيبي وعلى عادة المسؤولين الاسرائيليين عشية كل لقاء من هذا الحجم قد قتلت اللقاء قبل انطلاقته عندما وضعت مستقبل مدينة القدسالمحتلة والحدود النهائية وقضية اللاجئين ضمن القائمة المحرمة على الرئيس الفلسطيني إثارتها مع الوزير الأول الاسرائيلي· ودفعت تصريحات وزيرة الخارجية الاسرائيلية إلى طرح تساؤل جوهري وهو ما الفائدة من عقد هذه اللقاءات في وقت تفرض فيه ادارة الاحتلال طرح قضايا الوضع النهائي على طاولة التفاوض وخاصة وأن الحديث يدور حول إعلان دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية هذا العام؟ وتكون تسيبي ليفني من خلال تحديدها لاطار المفاوضات قد ردت أيضا على الرئيس محمود عباس الذي أكد انه لن يتوصل إلى إتفاق سلام مع اسرائيل بأي ثمن· وقال إننا حريصون على الوصول إلى حل لكل قضايا الحل النهائي وجاءت هذه التصريحات المتعارضة، من حيث الأهداف في نفس الوقت الذي التقى فيه عباس وأولمرت لأول مرة منذ المجزرة البشعة التي اقترفتها قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة وخلفت إستشهاد قرابة 150 فلسطينيا معظمهم من الأطفال والنساء والمقعدين· وكانت حملات القتل الإسرائيلية سببا في دفع الرئيس محمو دعباس إلى تأكيد توقيف كل اتصالات ومفاوضات مع الاسرائيليين ما لم توقف ادارة الاحتلال اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين· والظاهر أن الزيارة الأخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى فلسطينالمحتلة ولقاءها بعباس بالعاصمة الأردنية عمان جعلته يراجع موقفه وقبل العودة إلى طاولة التفاوض مع أولمرت رغم قناعته أن جولات التفاوض هذه تبقى عديمة الجدوى في غياب أدنى إرادة لدى الاسرائيليين في تحقيق السلام· بل أن ادارة الاحتلال مافتئت تبدي ليونة في المواقف المعلنة ولكنها في واقع الحال تقوم بعكس ذلك فلا عمليات الاستيطان توقفت ولا سياسة العقاب الجماعي والتقتيل المستمر ضد الفلسطينيين تراجعت معدلاتها، بل أنها أكدت في كل مرة أنها لن تتراجع عن اقتراف أبشع الجرائم بدعوى تهديد أمنها!