التقى أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول الإسرائيلي إيهود أولمرت في لقاء مفاجئ بينهما بمدينة القدسالمحتلة في ثاني قمة بينهما في أقل من أسبوع لبحث القضايا الخلافية·وكشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن لقاء القمة تم اتخاذه بشكل مفاجئ أمس دون أن يكشف عن الدواعي ومستجدات الأوضاع التي استدعت عقده بمثل هذه السرعة ودون سابق إعلان·
ويأتي هذا اللقاء الثاني من نوعه منذ العملية الإجرامية التي نفذتها وحدات جيش الإحتلال بداية شهر مارس الأخير وخلفت استشهاد 140 فلسطينيا وتدمير البنية التحتية في مدينة غزةكما أن القمة تم الإعلان عنها في وقت أكد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس فشل قمة الإثنين الماضي والتي انتهت دون تحقيق أي تقدم يذكر بخصوص قضايا الوضع النهائي·وكانت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية سبقت تلك القمة بتصريحات كشفت من خلالها عن افتقاد إدارة الإحتلال لأية إرادة في تحقيق تقدم في المفاوضات الثنائية بعد أن رهنت نتائجها وتأكيدها على وجود خطوط حمراء لا يجب تجاوزها·وكانت ليفني تشير إلى رفض إدارة الإحتلال مناقشة قضايا مصيرية بالنسبة للفلسطينيين ومنها على وجه خاص قضايا اللاجئين والحدود الدولية ومستقبل مدينة القدسالمحتلة وسياسة الإستيطان في عمق أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة·ولا يستبعد أن تكون هذه القمة قد جاءت تحت ضغوط أمريكية متزايدة بعد أن حددت الإدارة الأمريكية رزنامة لها في تعاملها مع تطورات ملف النزاع في الشرق الأوسط وتريد ختمها بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة قبل نهاية عهدة الرئيس جورج بوش في الفاتح جانفي من العام القادم·ولكن هذا الإلتزام التحدي بدأت تكتنفه الكثير من الشكوك حول إمكانية تجسيده ميدانيا في غياب إرادة أمريكية حقيقية للضغط على إسرائيل لإرغامها على الإيفاء بالتزاماتها والتركيز في كل مرة على ممارسة ضغوط متزايدة على السلطة الفلسطينية إلى درجة أنها لم تعد تجد ما تقدمه من تنازلات لإدارة الإحتلال بإيعاز أمريكي · وقد وجدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في الإنحياز الأمريكي المفضوح إلى جانبها، غطاء لرفض تطبيق كل القرارات الدولية بما فيها تلك التي رعتها واشنطن من أجل إنهاء النزاع بل وعمدت في كل مرة إلى وضع عراقيل وعقبات لإفشال أي مسعى بالإتجاه الإيجابيولا تفوت إسرائيل أية فرصة لتعقيد الوضع كان آخرها الحصار الذي فرضته على سكان قطاع غزة منذ أشهر قبل أن تقدم نهاية الأسبوع على وقف تزويد السكان الفلسطينيين بالوقود والكهرباء ضمن خطة لفرض عقاب جماعي عليهم بدعوى تعرض أهدافها لطلقات صواريخ القساموضاق سكان قطاع غزة ذرعا من هذه الإجراءات العقابية وهددوا بتكرار تجربة الزحف على معبر رفح على الحدود المصرية لتنفس هواء الحرية واقتناء حاجياتهم الأساسية·وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس أن انفجارا شاملا سيقع في وجه الذين يحاصرون قطاع غزة وكل أولئك الذين يشاركون في هذا الحصار سيمسهم وقع هذا الإنفجار·وقال برهوم أن سكان القطاع سيضطرون إلى اقتحام الحدود المصرية في حال استمر الوضع على حاله تماما كما حدث شهر جانفي الماضي عندما اقتحم آلاف الفلسطينيين الحدود الدولية مع مصر لاقتناء المواد الغذائية الأساسية التي حرموا منها·