تناشد 12 عائلة بمقبرة بوروبة في العاصمة منذ عقدين كاملين، السلطات الولائية بالعاصمة التدخل من أجل إسكانهم ببيوت لائقة وتخليصهم من الوضعية غير اللائقة التي يعيشونها داخل بيوت لا تتوفر على الشروط الصحية، فضلاً على تواجدها داخل إقليم المقبرة. وفي زيارة ''المساء'' للسكان، لاحظت تلك الوضعية الصعبة التي تعيشها العائلات التي ذكرت لنا أنها لم تذوق طعم الراحة طيلة المدة الزمنية التي قضوها بين الأموات، وأنهم ينتظرون ساعة الفرج بتطبيق الوعود التي أطلقها العديد من المسؤولين المحليين وفي العديد من المرات. وتقول السيدة ''ك.ل'': ''لا شيء تحقق من وعود المسؤولين إلى غاية الساعة.. لقد قضينا هنا أكثر من 19 سنة في المنطقة'' مشيرة أن ابنتها التي كانت سنها 5 سنوات عند الإقامة بالمساكن المذكور، تبلغ الآن عمر الثالثة والعشرين، وهي في عامها الأخير للتخرج من الجامعة، لكنها لا تزال تعاني وعائلتها بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي أثرت سلبا على وضعيتها الصحية والنفسية على حد السواء، وأردفت تقول: ''أطفالنا أصبحوا شبابا في سن الزواج، ونحن أصبحنا شيوخا، ولم نعد نحتمل أكثر، فأين هم المسؤولون الذين لا يزورونا سوى في الحملات الانتخابية''. ويلاحظ الزائر أن الوضعية في المقبرة أصبحت فعلا لا تطاق، بعد أن تحولت إلى شبه مفرغة عمومية جراء النفايات التي يخلفها قاطنو المنطقة وحتى مرتادو المقبرة الذين يأتون من مختلف المناطق لزيارة قبور ذويهم، مما أدى إلى انتشار الحيوانات الضالة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين، ناهيك عن الاعتداءات والسرقات التي يتعرضون لها من طرف بعض اللصوص والشباب المنحرفين، حسب التصريحات التي أدلى بها المواطنون، وفي هذا الصدد، دعا السكان بالتدخل العاجل لوالي العاصمة لترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة كغيرهم، لضمان سلامتهم وتأمين حياتهم.