تتجه الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات نحو الارتفاع بفضل الجهود التي تبذلها غرف التجارة والصناعة الجزائرية الى جانب المساندة الكبيرة للسلطات العمومية والمتمثلة خصوصا في الصندوق الوطني لدعم وترقية الصادرات الذي ساهم مؤخرا ونزولا عند تعليمات مجلس الوزراء في مرافقة العديد من المتعاملين الاقتصاديين وشركات الإنتاج العمومية والخاصة من خلال تغطية تكاليف مشاركاتهم بالمعارض الأجنبية بنسبة شبه كاملة وذلك بغرض اكتشاف أسواق دولية جديدة وبالتالي رفع نسبة التصدير ومن بين الأسواق المستهدفة حاليا الأسواق الإفريقية والآسيوية. يتجه وفد من رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين نحو كوالا لمبور بماليزيا في خطوة للتعرف على السوق الآسيوية التي تعد ماليزيا إحدى بواباتها الأساسية وبالتالي التعرف على ابرز الخطوات والمراحل الخاصة بالتعريف وتسويق بالمنتجات، وقد تكفلت كل من الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة والوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية بتنظيم هذه الزيارة المدعمة بإجراءات المرافقة التي يقدمها صندوق دعم وترقية الصادرات. وتأتي المشاركة الجزائرية في معرض ماليزيا الدولي في إطار الترويج للمنتجات الجزائرية بمنطقة آسيا التي تهتم هي الأخرى بالشراكة الجزائرية وهو ما يترجمه التوافد المستمر والمتوالي للبعثات والوفود الأجنبية من رجال أعمال ومتعاملين اقتصاديين ومستثمرين على بلادنا بغرض بحث فرص الشراكة والاستثمار من بينها الوفد الماليزي الذي زار الجزائر مؤخرا بغرض تطوير التعاون الثنائي حيث دعا الى مشاركة قياسية للمتعاملين الجزائريين في التظاهرات التي ستقام بماليزيا. وتعد ماليزيا من اكبر الدول المستهلكة للمنتجات الغذائية المصنعة ''الحلال'' الى جانب المنتجات الفلاحية ويلح مستوردوها على المنتجات الجزائرية المصنوعة محليا على غرار الصناعات التقليدية والمواد الفلاحية البيولوجية وهو ما يدفع المشاركين الجزائريين في هذه التظاهرة الى اقتناص فرص تصدير هامة نحو هذه الدولة التي تعد البوابة الرئيسية لشرق آسيا. والى جانب ماليزيا سيتجه مصدرون جزائريون نحو نواكشوط بموريتانيا للمشاركة في المعرض الدولي المخصص للمنتجات الجزائرية خلال الفترة الممتدة بين 22 و29 أكتوبر الجاري وتعد هذه التظاهرة فرصة ثمينة للمنتجين والمصدرين الجزائريين للتعريف بقدراتهم الإنتاجية وجودة وتنافسية المنتجات الجزائرية، وعلى الرغم من ان هذه التظاهرة مسجلة ضمن البرنامج السنوي الخاص بمشاركة الجزائر في المعارض والتظاهرات الأجنبية بالخارج إلا أنها تحمل هذه السنة طابعا استثنائيا وستتدعم بعض المشاركات الجزائرية في التظاهرات الأجنبية بمرافقة خاصة واستثنائية لصندوق دعم وترقية الصادرات الذي سيتكفل بنسبة تصل الى 100 بالمائة من تكاليف المشاركة والإيواء والشحن ..وكل ما كان يعيق مشاركة المتعاملين الجزائريين الذين غالبا ما كانت تكاليف المشاركة المرتفعة تحول دون إقبالهم على مثل هذه التظاهرات التجارية والاقتصادية التي تقام بالخارج والتي تشكل فرصا للترويج بالمنتجات المحلية وربط علاقات تجارية وشراكة مع مختلف المتعاملين الدوليين. للإشارة فقد عملت الثلاثية المنعقدة مؤخرا على تشجيع الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات، حيث تقرر رفع حصة المصدرين من العملة الصعبة من 10 الى 20 بالمائة في حين تخصص ال30 بالمائة المتبقية لاقتناء المستلزمات الأساسية التي تدخل في تطوير المؤسسة المعنية أما ال50 بالمائة المتبقية فتعود الى صناديق الخزينة العمومية، أما عن آجال تحويل العملة الصعبة فقد تم تمديدها الى 180 يوما عوض ال120 يوما المعمول بها سابقا وكل هذه الإجراءات ستحفز متعاملين اقتصاديين جدد على اقتحام عالم التصدير من خلال مشاركتهم في التظاهرات والمعارض الدولية بالخارج.