كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد اسماعيل ميمون، أول أمس، عن ارتفاع تدفق السياح على السواحل الجزائرية، خلال موسم الصيف الفارط بنسبة 9 بالمائة، بعد أن بلغ عددهم أكثر من 07,2 مليون، مشيرا إلى محادثات بين الخطوط الجوية الجزائرية والوكالات السياحية بالجنوب لتنظيم رحلات سياحية بأسعار معقولة خلال فصل الشتاء لتفعيل السياحة الصحراوية، مع توقع استقبال الجزائر خلال شهر جوان المقبل مجموعة من الشباب من عدة دول عربية في إطار التعريف بالمقومات السياحية الجزائرية، وعلى صعيد آخر أعلن الوزير عن اعتماد خريطة تكوينية جديدة من طرف الحكومة للنهوض بالقطاع السياحي مع اقتراح تحويل مداخيل الامتياز بالشواطئ إلى خزائن البلديات لاستغلالها في تهيئة وتنظيف الشواطئ . وخلال إشرافه على الاجتماع التقييمي السنوي لحصيلة موسم الاصطياف 2011 شدد من لهجته أمام مدراء القطاع خاصة التابعين للولايات الساحلية لتنسيق جهودهم مع السلطات المحلية مستقبلا لإنجاح موسم الاصطياف 2012 الذي يشرع في تحضيره ابتداء من الآن، وعليه أعلن الوزير عن اقتراح عبر قانون المالية لسنة 2012 تحويل مداخيل الامتياز لاستغلال الشواطئ إلى خزينة البلديات بعد أن كانت تحول لخزينة أملاك الدولة، وهو ما يسمح بتوفير مداخيل إضافية لتهيئة وتنظيف الشواطئ لاستقبال المصطافين، مع وجوب إشراك الجمعيات لتشجيع المقصد السياحي الجزائري خاصة أن منظمة نمو وتطور السياحة الدولية تشير إلى عبور 940 مليون سائح للحدود الدولية سنة .2010ومن منطلق أن السياحة قضية الجميع، تسعى وزارة السياحة، على حد تعبير الوزير، إلى الحفاظ على العقار السياحي وترقية الوجهة الجزائرية من خلال مشاركة الديوان الوطني للسياحة في العديد من التظاهرات الدولية، بالاضافة إلى تنظيم صالون دولي سنوي بالجزائر للتعريف بجميع المقاصد السياحية وتطوير السياحة الداخلية بشكل خاص، ولذات الغرض رفعت وزارة السياحة خارطة تكوين جديدة اعتمدت مؤخرا من قبل الحكومة تهدف إلى تطوير تكوين المؤطرين السياحيين وتماشيا مع المقاييس الفندقية والسياحية العالمية، مع إبراز مهنة الدليل السياحي. وخلال تقييم موسم الاصطياف الفارط توقف الوزير عند نقطتين، تتعلق الأولى بارتفاع الطلب على مختلف هياكل الإيواء باختلاف أنواعها سواء من طرف المواطنين المقيمين بالجزائر أو القادمين من الخارج وهو ما يجعل الوزارة اليوم تضع رهانا جديدا أمامها وهو تلبية الطلبات كما ونوعا، الأمر الذي استدعى تسريع وتيرة تنفيذ مخطط عصرنة الحظيرة الفندقية التي خصص لها مبلغ 780 مليون دج لرسكلة العمال والسهر على التكوين المستمر للإطارات مع إعادة تهيئة وصيانة الفنادق لتتماشى والمقاييس العالمية، وبالنسبة للنقطة الثانية تطرق ممثل الحكومة إلى ارتفاع التدفق السياحي للسنة الثالثة على التوالي بنسبة 9 بالمائة بعد أن بلغ عدد السياح مليونين و70 ألفا و,496 أما عدد الليالي المقضاة فتتوقع الوزارة ان ترتفع هي الأخرى إلى 20 بالمائة بالنظر إلى التدفق الذي عرفته الحدود الجزائرية البرية والجوية والبحرية، حيث تشير أرقام شرطة الحدود إلى ارتفاع عدد الوافدين بنسبة 66 بالمائة، حيث سجل بالنسبة لشهر جوان وحده دخول 195958 سائح منهم 24 بالمائة من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بالمهجر و4 بالمائة سياح أجانب. وبخصوص النقاط الإيجابية المسجلة خلال عملية التقييم تمت الإشارة إلى ارتفاع عدد الشواطئ المسموحة السباحة بها إلى ,358 بالاضافة إلى ارتفاع عدد أعوان التنظيف إلى 5165 مع تخصيص السلطات المحلية أكثر من ثلاثة ملايير دج لتوفير مناخ ملائم للسير الحسن لموسم الاصطياف، أما بخصوص النقائص فهي تخص انخفاض تراخيص منح الامتياز لصالح المهنيين، مع تسجيل نقص في تهيئة الشواطئ الأمر الذي تطلب إعداد دراسة هي اليوم قيد البحث على مستوى المصالح المختصة بالوزارة، إلى جانب نقص في وسائل النقل وهياكل الإطعام وعليه وعد الوزير بالعمل على إزالة كل هذه العراقيل. ومن أجل تحسين ظروف الاستقبال تسهر مصالح الوزارة على إنجاز 650 مشروعا فندقيا هي ملك للخواص بطاقة استقبال تقارب 75 ألف سرير تقدر قيمة إنجازها ب4 ملايير دولار أمريكي، بالاضافة إلى عمليات إعادة تأهيل 61 هيئة فندقية بتكلفة تقارب مليار دولار وهو ما يندرج في إطار تحسين النوعية. وعلى صعيد آخر كشف وزير السياحية عن مباحثات متقدمة مع الخطوط الجوية الجزائرية بغرض تخفيض الأسعار في النقل إلى مختلف الولايات الجنوبية مع التوقيع على اتفاق شراكة مع مختلف الوكالات السياحية لضمان العدد الكافي من السياح خاصة خلال نهاية السنة، وعن نسبة التخفيضات التي ستعتمد أشار المسؤل إلى أن القضية تجارية والخطوط الجوية الجزائرية هي الوحيدة التي يمكن لها تحديد هذه النسبة، في حين يتوقع أن تستقبل الجزائر خلال شهر جوان المقبل تزامنا مع اليوم الوطني للسياحة مجموعة من الشباب يمثلون عدة دول عربية لاستكشاف الطاقات السياحية الجزائرية.