بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية الى عائلة المجاهد المرحوم محمد مرزوقي الذي وافته المنية أول أمس بعد مرض عضال عن عمر يناهز ال80 سنة·وجاء في برقية التعزية للرئيس بوتفليقة "فقدت الجزائر اليوم ابنا بارا ورجل تاريخ مجيد هو المجاهد والمناضل محمد مرزوقي عضو جماعة الاثنين والعشرين التاريخية عطر المولى تربه وغمر روحه بشآبيب رحمته الواسع· وأضاف رئيس الجمهورية يقول "فعندما يخسف أمثال هذا العلم الكبير من سماء الجزائر نشعر بألم الواقع وجسامة الحدث ونتذكر خصال رعيل خصه المولى بأفضاله فخلع عليه بردة الجهاد في سبيل الحق والحرية والسيادة"، مشددا على أن الراحل "واحد من هذا الرعيل ممن شبوا على الايثار ونكران الذات كان همهم على حداثة سنهم ان ينقشع على سماء بلدهم الظلام الحالك ويزول الظلم ويشع النور في أرجاء وطن عزيز وغال، فكان لهم ما أرادوا بعون اللّه فمنهم من قضى نحبه على طريق الشهادة فنال رضى المولى بإذنه تعالى، ومنهم من أمده بطول العمر حتى يشهد رايات الحق تتألق في سماء الجزائر خفاقة· واسترسل رئيس الدولة قائلا "فالمجاهد المرحوم من مواليد العشرينات من القرن المنصرم بعاصمة الجزائر كان عضوا فعالا في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ومنظمتها الخاصة عرف عنه استبساله في النضال وفي خدمة قيم الحركة الوطنية حتى اذا اندلعت الثورة المباركة كان واحدا من مفجريها وقادتها الميدانيين"· وذكر الرئيس بوتفليقة أنه ومن سوء الحظ ان ألقي عليه القبض من قبل شرطة الاحتلال وهو في ميدان الشرف فسجن وعذب فاستبسل وما بدل تبديلا رغم ويلات التعذيب وظلام المعقتل الى أن من اللّه بالاستقلال على الجزائر فكان واحدا من بناها اذ تقلد مناصب نضالية في الحزب والبرلمان"· وقال رئيس الجمهورية أيضا في برقيته في ذكر خصال ومناقب محمد مرزوقي ان الراحل العزيز من طينة الذين صدقوا مع أنفسهم وتصالحوا مع تاريخهم وأدركوا بحدسهم البعيد ان الجور والظلم والقهر وكل رذائل الاحتلال الأخرى ليست قدرا على شعبهم ولا حتمية على وطنهم بل هي أعراض مرضية مستديمة وجب ازالتها وإعادة تصحيح مسيرة الأمة"· وأضاف: "فلم يفل في عضدهم تفوق القوة القاهرة ولا ايديولوجية الاستلاب والتمييز على اختلاف ملامحه ووجوهه ولا قعود البعض وتردد البعض الآخر عن كسر حاجز الخوف النفسي الذي فرضته سياسة البطش والإبادة بل قد تعلقت همتهم بمثل أعلى وروضت نفوسهم وأبدانهم على ركوب الخطوب وطلب المعالي مدركين بوعي سابق لعصرهم أنه الطريق الأقوم والسبيل الأسلم للظفر بما لا تقوم الا به حياة العزة والشرف والمروءة"· انه جيل نوفمبر الذي عبّد طريق الحرية بدمه وسن نهجا للمستضعفين في بقاع الأرض يؤكد الرئيس بوتفليقة، اثبت حجته في نصرة القضايا العادلة في العالم"·مضيفا أن الجزائر" إذ تنعي هذا الرمز فإنها تتذكر مآثره ومآثر كل أبنائها البررة وتتعهد مواقفهم الخالدة بالتقدير والعرفان والاقتداء"· وابتهل رئيس الدولة للّه عز وجل بقلب عامر بالايمان وبنفس خاضعة لقضائه وقدره ان يسكن روحه بيتا من بيوته العالية بين قطوفه الدانية مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ويرزق أهله وذويه ورفاق السلاح جميل الصبر ولطيف السلوان"· معربا "لأسرته الكريمة وذويه الأبرار عن خالص العزاء وصادق الدعاء"· (واج)