ضرورة إدراج دروس التربية الوطنية والرياضية في المدارس الإبتدائية، وتعميم الأقسام الرياضية في جميع المؤسسات التعليمية لإعطاء الفرصة لجميع الناشئين للإنخراط فيها، التأكيد على التكوين الجيد للمربين في المدارس التربوية، وإعادة تقييم البرامج الجديدة من أجل تكييفها والتطورات الحاصلة في المنظومة الرياضية الحديثة. إنها أهم التوصيات التي خرج بها الملتقى الوطني الثاني لعلوم التربية البدنية والرياضية، والذي أقيم هذه السنة تحت عنوان ''المنظومة الرياضية في الجزائر وتأثيرها على المجتمع (بين الإستراتيجية والتجسيد)، والتي حضره أساتذة ودكاترة وباحثون من مختلف المعاهد والجامعات الجزائرية، وقد جاءت هذه التوصيات من صلب المداخلات القيمة التي ألقيت على مسامع الحضور، الذي كان غالبيته من طلبة معهد علوم التربية بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف، والذين أبدوا إهتماما وتجاوبا كبيرين معها للفائدة الجمة التي حملها إليهم هؤلاء الباحثون، الذين شددوا جميعهم دون إستثناء على التكثيف من عقد مثل هذه الملتقيات، التي تعنى بكل ماله علاقة بالمجتمع الجزائري، والرياضة أحد العناصر الفاعلة فيه، للتعلق الكبيرالذي تبديه مختلف شرائح مجتمعنا بالممارسة الرياضية، ومن ثم توجب التفكيرفي تكييف هذه الممارسة مع التطورات، التي يعرفها هذا المجتمع من خلال العناية بمنظومة رياضية تتوافق وتطلعاته وآفاقه، ولايمر ذلك إلا بتشخيص نقائصها ومن ثم معالجتها، كما أوضح ذلك الأستاذ عيسى الهادي المنسق العام للملتقى بقوله: ''لقد سمحت لنا مختلف البحوث الأكاديمية، التي أفادنا بها أساتذتنا الباحثين في تقديم علاج لمختلف النقائص التي باتت تعاني منها المنظومة الرياضية الجزائرية، وهذا خدمة للمجتمع الجزائري الذي هوبحاجة ماسة إلى كل ما يكفل تطوره، ومن خلال المداخلات التي عرفها الملتقى على مدار يومين، استخلصنا بعض التوصيات التي نرى أنها تخدم المنظومة الرياضية الجزائرية ورفعناها إلى الهيئات المعنية للنظر فيها وتبنيها''. اليوم الثاني من الملتقى عرف برمجة مداخلات عديدة هامة، خاصة تلك التي تناولت الممارسة الرياضية في المؤسسات التعليمية، ودور وتأثير الإعلامي الرياضي فيها، منها مداخلة الأستاذ خروبي محمد فيصل بعنوان ''واقع المنظومة الرياضية وتأثيرها على الرياضة المدرسية''، وثانية للأستاذ أحمد فلاق بعنوان: ''القيم الإخبارية في الصحافة الرياضية الجزائرية''، وثالثة للأستاذ حسين بن زيدان بعنوان ''دور البيئة تجاه الفئات الخاصة في ممارسة الأنشطة الرياضية والترويحية''، ورابعة للأستاذ محمد بوغربي بعنوان ''تأثير الإعلام الرياضي المدرسي على الثقافة الرياضية لدى تلاميذ المرحلة الثانوية''، وأخرى للأستاذ عباس جمال بعنوان ''البعد الثقافي الإجتماعي في المنظومة الرياضية الوطنية''. الدكتورمهيدي محمد نائب المدير مكلف بالدراسات مابعد التدرج بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف، شدد على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول دورالرياضة، حيث قال في هذا الشأن: ''لقد نسي كثيرون أن المفهوم الحقيقي للرياضة، هو خدمة المجتمع عن طريق التنمية البشرية، فالرياضة تعنى ليس بتنمية جسم فقط، بل وبالجانب الروحي والشخصي والبدني حتى يكون النتاج المعروف ''العقل السليم في الجسم السليم مفيد جدا في التنمية الإجتماعية بصفة عامة، لكن للأسف أصبح ينظر للرياضة نظرة خاطئة على أنها تنمي جسما يتحول إلى آلة الهدف منه الربح المادي فقط''. الإسهامات الكثيرة، والنفع الكبير لهذا الملتقى، والصدى الواسع الذي لقيه لدى الناشطين في الحقل المعرفي والبحث الأكاديمي والطلبة، في طبعته الثانية، شجع منظميه لإعطائه بعدا دوليا بدءا من السنة القادمة بحول الله، كما كشف عن ذلك الأستاذ عيسى الهادي، الذي أكد بأنه سيتطرق إلى أهم الجزئيات في المنظومة الرياضية الجزائرية بإستخلاص بعض التجارب الدولية للإستفادة منها.