لم يكن وداد تلمسان يتوقع ابتعاده بسهوله عن منطقة الخطر بعد انطلاقته السيئة في البطولة، حيث نال نقطة واحدة فقط في الجولات الثلاث الأولى بعد تعادلين أمام جمعية الخروب وشباب بلوزداد وفوز واحد ضد شبيبة القبائل. ... وكانت الاستفاقة الحقيقية للوداديين انطلاقا من الجولة الرابعة التي انتصروا فيها خارج قواعدهم ضد مولودية وهران، التي ألحق بها زملاء حاجي هزيمة نكراء (3-1) بملعب زبانة. ويعترف رئيس النادي عبد الكريم يحلى، أن مشوار فريقه في المرحلة الأولى من المنافسة كان متذبذا، مرجعا ذلك إلى التغيير الجذري الذي عرفه التعداد، حيث قال في هذا الشأن : '' لقد استفدنا كثيرا من دروس مشوار الموسم الفارط الذي نجينا فيه من السقوط بأعجوبة، وتتذكرون أن الانتصار الذي حققناه في آخر جولة ضد أهلي برج بوعريريج هو الذي منحنا ورقة الاستمرار في الرابطة الاحترافية الأولى، ولهذا السبب عملنا كل ما في وسعنا لتفادي تكرار أخطاء الماضي، حيث قمنا بتسريح عدة لاعبين تقدموا في السن وانطلقنا في سياسة تشبيب الفريق الذي يتراوح معدل عمره الآن بين 22 و25 سنة وعمدنا إلى فرض انضباط جديد داخل النادي يترجمه في الميدان المدرب عبد القادر عمراني، الذي مكن لاعبيه من التعلم كثيرا في المجال التكتيكي رغم قلة تجربتهم''. وأثنى رئيس الرئيس التلمساني على مدربه عمراني قائلا أنه يقوم بعمل دؤوب وتوصل أنه إلى حد بعيد إلى تطبيق البرنامج الذي كان قد سطره في الموسم الفارط وبدأت نتائجه تبرز للعيان، مستدلا بالوجه الطيب الذي ظهرت به التشكيلة في المباريات التي لعبتها ضد وفاق سطيف وشبيبة القبائل واتحاد الجزائر، فضلا عن المفاجأة غير المنتظرة التي حققها الفريق في آخر جولة من البطولة ضد اتحاد الحراش، حيث قلب كل التكهنات من خلال الفوز على هذا الأخير بعقر داره ومكن الفريق من القفز إلى المركز السابع بمجموع اثنين وعشرين نقطة. وأضاف يحلى : '' لقد تجاوزنا بفضل هذا الانتصار توقعاتنا في مجال التنقيط، والحقيقة أننا ارتحنا كثيرا لمشوارنا في المرحلة الأولى من البطولة، لأن الوداد فريق شاب ويسير بإمكانيات محدودة جدا، وسنعمل المستحيل لكي يصبح مشوار تشكيلتنا ممتاز للغاية في ما تبقى من عمر البطولة، ونراهن كثيرا على تدعيمها بثلاث أو أربعة عناصر ذات تجربة في أعلى مستوى البطولة، حيث استقدمنا رسميا كل من المهاجمين سعودي وبورحلي ووسط الميدان أمبان ولا نزال بصدد التفاوض مع لاعب آخر وهو مدافع''. الجانب الوحيد الذي يؤرق حاليا مسيري الوداد له علاقة بقلة الموارد المالية التي يشكو منها النادي، حيث تأسف الرئيس يحلى لكون وداد تلمسان لم يعد يجلب اهتمام أصحاب المال في المدينة والمنطقة، مما ترك الفريق يواجه دوما صعوبات مالية أثرت كثيرا على مسيرته في البطولة، بدليل أن كثيرا من اللاعبين لم يتلقوا جزءا كبيرا من مستحقاتهم المالية رغم مرور مشوار طويل عن المنافسة، ولولا إعانات أتت من خارج الولاية لوقع الوداد في أزمة مالية خانقة، مثلما أشار إليه يحلى : '' باستثناء (فندق (رونيسونس بتلمسان، فلا أحد قدم للفريق مساعدة مالية، حيث جاءتنا النجدة من خارج الولاية، وأشكر في هذا الصدد الإعانة المالية التي نتلقاها من المؤسستين الاقتصاديتين (لا بيل) و(إيغل أزور للطيران)''". وخلص محدثنا إلى القول أن الثقة التي اكتسبها اللاعبون، ستساعد الفريق على تحقيق الهدف الذي سطره النادي والمتمثل في استمرار التشكيلة ضمن الرابطة الاحترافية الأولى والذهاب بعيدا في كأس الجمهورية.