لم يمر حفل مغني الراب الفرنسي من أصل مغربي لافوين، والذي أحياه بقاعة ''الأطلس'' أوّل أمس، بسلام، لا على الجمهور الحاضر ولا على القاعة التي احتضنت الحفل في حدّ ذاتها، فعلاوة على رغبة البعض في الدخول إلى الحفل رغم عدم امتلاكهم التذاكر لتحدث فوضى عارمة وتتدخل قوات الأمن الحاضرة وحتى المكلفة بمكافحة الشغب ويسقط عدد من الجرحى، تحطّمت بعض كراسي ''الأطلس'' التي لم تمر سوى بعض سنوات على ترميمها. وكان شباب ومراهقون قد رغبوا في الدخول إلى الحفل عنوة رغم عدم توفرهم على التذاكر، مما أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب، خاصة بعد أن عمت فوضى كبيرة ليصاب البعض بجروح طفيفة، بالمقابل تحطم زجاج البوابة الرئيسية وبعض الكراسي، خاصة بعد أن صعدت فوقها شرذمة من الحضور متأثرين بما قدمه لافوين... وبعد انتهاء الحفل، أخذ لافوين مباشرة إلى فندق ''الهلتون''، مما أغضب محبيه الذين كانوا يودون التقاط صور مع فنانهم المحبوب الذي وعدهم بالعودة بألبوم جديد، وقد سبق له أن قدم حفلا في مهرجان تيمقاد حيث ألهب مدرجات المسرح الجديد لتيمقاد. للإشارة، لافوين واسمه الحقيقي العوني موحيد فرنسي من أصل مغربي ولد سنة ،1981 تأثّر بمغنيين أمريكيين مثل توباك وران دي أم سي، توقّف عن الدراسة في سن الخامسة عشر وانخرط في عالم الراب، تزوج سنة 2003 وانجب ابنته ''فطيمة'' على اسم والدته التي توفيت، كما ذاق لافوين أيضا مرارة السجن أكثر من مرة. أنشأ لافوين علامته الخاصة بالملابس وأيضا شركته لإنتاج الموسيقى، شارك في مسابقة للموسيقى في حيّه وتحصل على الجائزة الثانية، بدأ في تعلّم الصولفاج والعزف على الآلات الإيقاعية في عمر 15 سنة أي حينما غادر مقاعد الدراسة، وعاش حياة صعبة بين السجن ومراكز الحضانة والشارع، وفي سنة 2003 وّقع عقدا مع شركة سوني وتحصّل على عمل في بلدية ''لا تراب'' وأصبح وسيطا بين شباب الحي والشرطة. وأصدر لافوين أوّل البوم له سنة 2005 بعنوان ''سكران بالصوت'' وحقّق نجاحا معتبرا، ومن ثم دخل في صراع مفتوح مع مطرب الراب الفرنسي من أصل مغربي أيضا ''كاميلانسيان''، وهذا عن طريق أداء أغان تسخر من الآخر ليكون هذا الصراع، الذي أخذ أبعادا غير أخلاقية من خلال الشتم المتبادل وحتى التهديد من أبرز أحداث الراب الفرنسي. وأصدر لافوين ألبومه الثاني سنة 2007 بعنوان ''ذهاب - إياب''، قدّم فيه عدّة ديوهات مثل الديو مع المطربة الفرنسية من أصل جزائري آمال بنت ومغني الراب بوبا، أمّا ألبومه الثالث والذي نزل إلى الأسواق سنة ،2009 فقد ظفر لافوين من خلاله بالأسطوانة الذهبية، في حين تحصّلت أسطوانته ''عاصمة الجريمة ''2 على المرتبة الثالثة في المبيعات بفرنسا وهذا في الأسبوع الأول من صدورها. أما عن ألبومه الرابع فقد صدر بداية هذه السنة، في حين دعا لافوين غريمه كاميلانسيان إلى حفل أحياه في ماي من السنة الماضية، وغنيا معا، أبعد من ذلك فقد وّقع كاميلانسيان عقدا في شركة إنتاج لافوين، لينتهي بذلك الصراع الذي دام سنوات طويلة بين الفنانيّن ويتحول لافوين من مغن فقط إلى رجل أعمال أيضا.