اتفقت الجزائر والمغرب، أول أمس، بالجزائر العاصمة، على ''تفعيل'' التعاون بينهما في مختلف المجالات وإعادة بعث اتحاد المغرب العربي بالشكل الذي يخدم مصالح شعوب المنطقة. وأكد الجانبان في محضر مباحثات وقعه، مساء أول أمس، وزيرا خارجية البلدين السيدان مراد مدلسي وسعد الدين العثماني على ''ضرورة تفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات''، معتبرين أن زيارة السيد العثماني إلى الجزائر ''إشارة واضحة'' للرغبة التي تحدو الجزائر والمغرب للمضي قدما نحو تعزيز التعاون في مختلف الميادين لاسيما وأن هذا التعاون عرف ديناميكية سنة 2011 من خلال تبادل الزيارات الوزارية. وسجل المحضر ''النتائج التي حققتها هذه الزيارات'' مع الاتفاق على إتمام الزيارات المبرمجة بين الجانبين لا سيما في قطاعي التربية والتعليم العالي مع العمل على توسيع التعاون الثنائي إلى قطاع الإعلام والاتصال ثم إلى قطاعات أخرى سيتم تحديدها لا حقا بين الجانبين. وقد استعرض السيدان مدلسي والعثماني-حسب ما جاء في محضر المحادثات- العلاقات الثنائية و''السبل الكفيلة بدعمها'' في مختلف المجالات الى جانب مسألة ''تفعيل'' اتحاد المغرب العربي علاوة على بحث بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وسجل المحضر اتسام المباحثات ب''الصراحة والوضوح'' في مجمل المسائل التي تم تناولها. وبخصوص اتحاد المغرب العربي، أعرب الطرفان عن ''إرادتهما'' في ''تفعيل'' هذا الفضاء الذي سيجتمع مجلس وزراء خارجيته يوم 18 فيفري القادم بالرباط. وأشار المحضر في هذا السياق إلى أن البلدين يتشاوران لتحديد عدد من النقاط التي ستدرج في جدول اعمال هذا الاجتماع. وقد حظي ضيف الجزائر، أول أمس، باستقبال من قبل رئيس حركة مجتمع السلم السيد ابو جرة سلطاني، حيث أشار السيد العثماني عقب اللقاء إلى أن الجزائر والمغرب بلدان يمكنهما أن يكونا ''قاطرة لإنجاح الاتحاد المغاربي في المستقبل''. وأوضح المسؤول المغربي أن الاتحاد المغاربي كإطار إقليمي ''مهم جدا'' مما يجعل بناءه من ''أولوية الأولويات''. كما أشار رئيس الدبلوماسية المغربية إلى أهمية ''بعث ديناميكية قوية'' في العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب و''تثمينها وتعميقها أكثر'' واصفا من جهة أخرى اللقاءات التى أجراها خلال زيارته للجزئر ب''القوية والودية'' وأنها ''اتسمت بالنجاح'' وسادتها ''الصراحة والوضوح والرغبة القوية الصادقة في بناء مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين''. ولدى تطرقه الى بعض محاور تعزيز العلاقات الثنائية، أشار الوزير المغربي إلى أن ''آليات التشاور السياسي وآليات تفعيل التعاون القطاعي تكون واضحة وعميقة بغية المضي قدما بهذا التعاون علاوة على التشاور في مختلف القضايا الأخرى''. واغتنم المسؤول المغربي هذه الفرصة للإشارة إلى رغبة البلدين القوية لإنجاح التعاون الثنائي قصد تحقيق عهد جديد للعلاقات بين الجزائر والمغرب تكون ''استثنائية ومتميزة''.