لا يزال الإسعاف الاجتماعي ينشط في ظروف تنعدم فيها الإمكانيات والوسائل حتى يقوم بدوره كما ينبغي، وهذا حسبما صرح به مدير النشاط الإجتماعي، مضيفا بأن هذا الهيكل، يعتمد في دورياته وعمله على سيارة الإسعاف الوحيدة الخاصة بدار العجزة، وهو الأمر الذي حال دون امتصاصه للظواهر السلبية التي أصبح الشارع الوهراني يتسم بها، كالتسول، التشرد... إلى غير ذلك من الظواهر الاجتماعية التي تهدد المجتمع و في ذات السياق أكد محدثنا أنه ولو كان الإسعاف الاجتماعي عمليا بصورة جيدة وفي ظروف ملائمة تسمح له بالعمل لمدة 24 ساعة على 24، لتم وضع الرقم الأخضر على سيارة الاسعاف يمكن أي مواطن الاتصال فيه بغرض التبليغ عن ظاهرة ما سواء تعلق الامر بالتسول والتشرد، أو حتى الاعتداء على الاطفال حتى ولو كان ذلك من طرف أوليائهم وبالتالي وحسب محدثنا أن الاسعاف الاجتماعي يبقى يقوم بعمله فقط في الأوقات التي تكون فيها سيارة الاسعاف الخاصة بدار العجزة متوقفة عن العمل، موضحا أنه وان أصيبت ذات المركبة بعطب فإنها ستشل من نشاط دار العجزة، فضلا عن الإسعاف الاجتماعي لتبقى الأمور على حالها إلى غاية تدعيم هذا الهيكل بسيارة إسعاف تسهل مهام الاعوان للقيام بدورهم على أكمل وجه. هذا وتجدر الإشارة الى أن الاسعاف الاجتماعي قام خلال السنة الجارية 2011 بجمع 17 شخصا جعلوا من التسول مهنة لهم، إذ أبرز مصدرنا بأنه يوميا يتم جمع مابين 3 إلى 4 أشخاص علما أن من بين هؤلاء المتسولين هناك المتشردين مضيفا بأنه خلال سنة 2009 تم جمع 389 متشرد فيما تم خلال السنة الفارطة 2010 جمع 715 متسول. وفي ذات السياق أكد محدثنا بأن عملية جمع المتشردين والمتسولين لم تعد تجد نفعا، وذلك لأن هؤلاء الاشخاص يعيدون الكرة مرة أخرى غير مبالين بالاعذارات المقدمة لهم، هذا وأبرز مصدرنا بأنه سيتم وخلال السنة الحالية اتخاذ اجراءات صارمة في حق الاشخاص الذين يتم اعذارهم من استغلال الشوارع قصد المبيت أو امتهان التسول ويعيدون العودة إلى نفس الظاهرة في المرات المقبلة، بحيث سيتم تقديمهم الى العدالة مباشرة والتي بدورها ستقوم بسجنهم. وفي ذات الشأن أوضح مدير النشاط الاجتماعي بأن هذه الحالات أضحت تتطلب علاجا خاصا، أي بتدخل القوة العمومية، لأنها تعتبر خطرا على الشارع والمواطنين، وأن الاجراءات الهادئة - حسبه - لم تعد تجد نفعا، مبرزا ايضا بأن للمواطن كذلك دوره في القضاء على هاتين الظاهرتين وذلك بتجنب تقديم لهم المساعدات المتمثلة في منحهم للصدقات وهو الأمر الذي يشجعهم على التمادي في التشرد والتسول، علما أن هناك جهات خاصة تستحق هذا النوع من الصدقات بما فيها ديار الرحمة، فضلا عن صناديق الزكاة الموزعة عبر كل مساجد الولاية. علما بأن هناك قوانين تمنع التسول، بحيث تنص المادة 195 من القانون رقم 04-82 المؤرخ في 13 فبراير 1982 بأنه يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر كل من اعتاد ممارسة التسول في أي مكان كان وذلك رغم وجود وسائل العيش لديه أو إمكانه الحصول عليها بالعمل أو بأي طريقة مشروعة أخرى. فيما تنص المادة 196 بأنه يعاقب المتشرد بالحبس من سنة الى ستة أشهر كل من ليس له محل إقامة ثابت ولا وسائل العيش ولا يمارس أي عادة أو حرفة أو مهنة رغم قدرته على العمل، ويكون قد عجز عن إثبات أنه قدم طلبا للعمل أو يكون قد رفض عملا بأجر عرض عليه.