أقرت الجزائر يوم 9 نوفمبر من كل عام، يوما وطنيا، للصناعة التقليدية، وخصصت جائزة رئيس الجمهورية، للإبداع والأصالة، تشجيعاً لترقية الصناعة التقليدية ذات النوعية، وستسلم الجائزة اليوم للفائزين، في حفل يقام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة· وبهذه المناسبة خص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الحرفيين والحرفيات عبر التراب الوطني أمس، الجمعة، برسالة، أكد فيها أنه "ينبغي أن تحظى كل سياسة رشيدة في مجال ضمان تنمية مستدامة باهتمام الدولة ورعاية حضور الشباب ومشاركته فيها"· كما دعا رئيس الدولة إلى ضرورة دعم عنصر الشباب وتحضيره وتحسيسه "بأنه لا يحمل حرفة فحسب ولكن يحمل رموز أمة عريقة ويكون هذا المتغير الفاعل في ضمان خصوصياتها حاضرا ومستقبلا"· وبعد أن أشاد بالجهود التي يبذلها الحرفيون والحرفيات في الجزائر في سبيل المحافظة على موروث الأمة وحضارتها الضاربة جذورها في التاريخ، أكد رئيس الجمهورية، للحرفيين بأنهم يحملون "أمانة إنسانية عمودها مهارة الأنامل ولكن يحركها عقل يتفتق بروائع الابتكار وقلب يعي ضروب الفن والجمال" · وبشأن التسارع المتزايد للمجتمعات نحو اعتماد التكنولوجيا، أكد الرئيس بوتفليقة، أن المجتمع الجزائري "ليس بمنأى عن هذه التحولات في عالم وحدته اللغة الرقمية"، مستطردا في هذا الصدد :"إن كنا نسعى لاكتساب المعارف التي تؤمن مكانة أجيالنا اللاحقة (···) إننا مرغمون على صون ما ورثناه من حرف تكتنز ثروة بالغة من المعارف والرموز الضمنية مهما اختلفت أنواعها ومناطق تواجدها التي أبدع فيها أجدادنا على مدى الأزمنة الماضية"· ولدى تطرقه إلى ماضي الحرف ومستقبلها في الجزائر، دعا الرئيس بوتفليقة، الأجيال الصاعدة إلى وجوب النظر إلى ماضي الحرف والحرفيين في الجزائر نظرة متفحص وتستلهم منها تاريخ الحرف طاقة متجددة تضمن من خلالها الاستمرارية على نفس نهج الإتقان والوفاء المطبوعين بضمير مهني حي" · وبعد أن أشار إلى أن الإتقان والتفنن والوفاء "سمات حرفيينا وحرفياتنا" أكد رئيس الجمهورية، أن هذا "يفرض علينا التكافل والتعاون الجاد لضمان نقل حقيقي للمعارف المتوارثة (···) ويوجب سعيا دائبا لتسجيل معارفنا الماضية عن كل حرفة وضمان نقلها بأمان إلى جيل اليوم كأمانة تسمح بتحقيق حركية اقتصادية مجدية وفعّالة بعيدة عن لغة التضليل والتهويل"· وفي سياق متصل، دعا الرئيس بوتفليقة الحرفيين الجزائريين إلى مجابهة الصعاب والتحديات من أجل "فرض الذات" والتعبير عن روح المجتمع والدفع به إلى "الاعتماد على نفسه في صنع ما يحتاج ولبس ما يصنع والأكل مما ينتج دونما تراخ أو تواكل"· كما أكد رئيس الجمهورية بالمناسبة، أن الجزائر تشهد في السنوات الأخيرة "انتعاشة حقيقية" لقطاع الصناعة التقليدية تترجمها الإجراءات التي اتخذتها الدولة لفائدته والتي تكرّست في برنامج عمل للتنمية المستدامة للصناعة التقليدية آفاق 2010· "حيث إنجر عن هذا البرنامج - يضيف رئيس الدولة - إنشاء غرف جديدة للصناعة التقليدية عبر كافة ولايات الجنوب الكبير ورصد مبالغ مالية معتبرة في إطار الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية وتسجيل مشاريع هيكلية عديدة منها دور لهذه الصناعة ومتاحف لها ومراكز لدمغ الزرابي" · كما استفاد - يضيف الرئيس بوتفليقة - عدد هائل من الحرفيات والحرفيين من دورات تكوينية لتحسين مداركهم ومعارفهم· وخاطب رئيس الجمهورية الحرفيين والحرفيات بهذه المناسبة قائلا:" فلتجعلوا من يومكم هذا الذي تحتفلون فيه بعيدكم نبراسا وهاجا يتكشف على ضوءه صنيع السلف ومآثره وما جادت به قرائح الأجداد وتفننت فيه أياديهم وعبقرياتهم التي كانت تعبر في مجملها عن حقب مضيئة في تاريخهم وحضارتهم وتكشفون عن إبداعاتكم أنتهم الخلف في مواكبتكم لحركية التطور التي لا تتوقف"· وخلص الرئيس بوتفليقة، إلى التأكيد على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل التغيير قائلا: "علينا أن نعمل على التغير ونسعى إلى التغيير وأن نحافظ ملتزمين بين هذا وذاك بما يضمن استقرار واستمرار مصالح كل المواطنين"·