كشفت السيدة حميدة كتاب الأمينة العامة لجمعية ''أمل'' لمساعدة مرضى السرطان، أن هذا الداء لا يزال يحصد الكثير من الأرواح في الجزائر نتيجة لارتفاع عدد المرضى الذي يقدر ب 40 ألف حالة جديدة سنويا، موضحة أن ارتفاع وفياته يأتي نتيجة عدم التشخيص المبكر. وأشارت السيدة كتاب في تصريح ل ''المساء'' أمس إلى أن 80 بالمائة من المصابين بالسرطان من بين 40 ألف حالة المسجلة سنويا يتوجهون إلى المستشفيات وهم في حالة جد متقدمة من المرض وهو ما يؤدي -حسبها- إلى وفاة أكثر من 50 بالمائة منهم ،أي بمعدل 50 وفاة يوميا نتيجة الاكتشاف المتأخر للسرطان وانتشاره بشكل كبير. وبخصوص المشاكل التي يعاني منها مرضى السرطان في الجزائر، كشفت السيدة كتاب أنها تتمثل في نقص الأدوية الخاصة بعلاج السرطانات وطول مدة الموعد الذي ينتظره مرضى السرطان بين العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي، الذي كثيرا ما يساهم في إعادة انتشاره في جسم المريض خلال هذه الفترة بسبب المدة المستغرقة بين العلاجين التي تعود أسبابها لضعف المرافق الصحية الخاصة بهذا المرض نتيجة كثرة مرضى السرطان وتزايدهم. وعن أنواع السرطانات المنتشرة بكثرة كشفت السيدة كتاب أن سرطان الثدي وعنق الرحم والقولون والرئة وكذلك الحنجرة أصبحت جد منتشرة في السنوات الأخيرة، حيث كشفت في هذا الصدد إحصاء 10 آلاف حالة جديدة سنويا لسرطان الثدي فقط، ويتسبب في وفاة أكثر من 3500 من النساء أي بمعدل 10 وفيات يوميا. وأضافت الأمينة العامة لجمعية ''أمل'' أن الوقاية من هذا المرض تكون عن طريق التشخيص المبكر، معتبرة أن نسبة التماثل إلى الشفاء من مرض السرطان في هذه الحالة قد تصل إلى 90 بالمائة، كما أن تكاليف علاجه تكون أقل بكثير- حسبها- مقارنة بالحالات حين يكون فيها المرض في مراحله المتقدمة، حيث تصل التكاليف إلى 30 مليون سنتيم للمريض في حين تتضاعف قيمة علاجه في مراحله المتقدمة إلى أكثر من 500 مليون سنتيم مع نسبة شفاء جد ضئيلة بمعدل واحد من أربعة أشخاص قد يتخلصون من هذا المرض. وبخصوص الدور الذي تقوم به الجمعيات الناشطة في هذا المجال للوقاية من مرض السرطان، كشفت المتحدثة أن جمعيتها كانت تقوم بمساعدة المواطنين ماديا خاصة بالنسبة للمرضى غير المؤمنين اجتماعيا، ونتيجة للارتفاع الهائل لهؤلاء، أصبحت الجمعية تكتفي خاصة بإعلام وتحسيس المواطنين بخطورة هذا المرض الخبيث وضرورة القيام بفحوصات دورية للكشف المبكر، موضحة في السياق أن الجمعية قامت بتخصيص منذ أربع سنوات قافلة تجوب الولايات توضح للمواطنين أن هذا المرض مثل كل الأمراض وأن الإصابة به يمكن معالجتها بالإضافة إلى العوامل التي تؤدي إلى مرض السرطان والعوامل الواجب القيام بها عند اكتشاف المرض.