رغم ثقل السنين، لا يزال البطل السابق في الدراجات حمزة مجيد، مرتبطا أكثر بماضي هذا الفرع، الذي اصبحت خدمته وتطويره مسألة عادية لدى ''الحمامزة'' الذين لم ينفصلوا عن هذه الرياضة التي تعلموها أبا عن جد...وقد استغللنا إجراء دورة الجزائر للدراجات لإجراء حوار مع حمزة مجيد الذي تحدث عن سجله الرياضي وعن الوضع السائد حاليا داخل الفرع والطموحات التي تغمره مع فريقه ''سوفاك''. - حدثنا في البداية عن مشوارك في هذه الرياضة؟ * لقد شاركت في بطولة العالم اربع مرات في كل من فرنسا (سنة 64) وتشيكوسلوفاكيا (سنة 67) وسويسرا (سنة 68) وانكلترا (سنة 71)، كما خضت كل دورات المغرب العربي في ذلك الوقت، ونلت اللقب الافريقي مرتين، وشاركت اربع مرات في دورة المانياالشرقية سابقا، وفي دورات بكوبا وبلغاريا وغيرها من دورات البلدان العالمية الاخرى، التي تركنا فيها بصمات الدراجة الجزائرية، كنت أشكل مع زملائي رحيمي وجليل وزعاف وشيبان وواشاك وسلامة وغيرهم من الذين تسابقوا معي، مجموعة تميزت بحب ألوان الوطن ورغبة تحقيق الانتصارات في كل مكان، إنها ذكريات خالدة لا يمكن ان أنساها. - لقد غبت عن الساحة الرياضية الوطنية لفترة طويلة، فما هي الأسباب؟ * لقد انتقلت الى دبي في مطلع التسعينيات حيث قضيت سنوات هناك على رأس منتخب الإمارات العربية، كانت تجربة ناجحة، لأنني ساهمت بقسط كبير في تطوير رياضة الدراجات بهذا البلد الذي نلت مع منتخبه المركز الثالث في بطولة آسيا وتم اختياري ضمن أحسن المدربين الثلاثة في منطقة آسيا، وكنت في قيادة المنتخب الخليجي في دورة الجولان بسوريا. نعيجي رفض عودتي إلى الاتحادية وحاول تحطيم المستقبل الرياضي لعائلتي - تزامنت عودتك إلى الجزائر مع وجود مسؤولين على مستوى الاتحادية كنت على خلاف معهم، كيف كان موقفك بعد رفضهم اندماجك في المكتب الفدالي؟ * تزامن ذلك مع فترة ترؤس الاتحادية من طرف ناصر نعيجي، الذي لم يكن يريد فعلا اندماجي في الاتحادية، حيث كان يخشى على منصبه ولا يريد التعاون مع اشخاص لهم تجربة في الميدان، نعيجي عمل المستحيل لتحطيم عائلة حمزة في رياضة الدراجات، حيث رفض اندماج كل من يحمل اسم حمزة ضمن المنتخب الوطني واضطر ابني رضوان الى وضع حد لنشاطه الرياضي بسبب الموقف المعادي لنعيجي، لقد لجأت الى المحكمة الرياضية الجزائرية وتحصلت على قرار يسمح لي بالعودة الى الاتحادية لكني فضلت في الاخير تفادي التعامل مع مسؤوليها، كانت تلك الفترة صعبة جدا على عائلتي التي اعطت الكثير لهذا الفرع الذي وصل تعلقنا الشديد به الى حد إيواء لعدة سنوات الكثير من الدراجين الدوليين السابقين، اذكر منهم حداد، مهدي وبلكسير الذين ساعدتهم شخصيا فيما بعد للتنقل الى دبي من اجل العمل هناك رفقة الدراجين الآخرين تشامباز ورحماني وحسب اللاوي ومالك حمزة، ولا زالت هذه العادة معتمدة في عائلتنا بعدما ورثناها ابا عن جد، الرئيس الوحيد الذي عملت معه بشكل جيد على مستوى الاتحادية هو المرحوم وردان الذي كان لا يتدخل ابدا في الشأن التقني، وعادة ما يقوم بحماية التقنيين في حالة تعرضهم للضغط، لذلك اعتقد ان تراجع مستوى هذه الرياضة بدأ بانسحاب وردان من الاتحادية. - كيف هي علاقتك مع الاتحادية الحالية؟ * هي طبيعية ولا يسودها أي سوء تفاهم، حيث وجدنا التفهم من اعضائها، الذين يقدموا لنا يد المساعدة لتطوير فريق سوفاك الذي أدربه. - كيف تفسر غياب الدراجين القدامى على مستوى الرابطات والاتحادية؟ * بالنسبة للرابطات فهي مسيرة من طرف اشخاص ليست لهم علاقة برياضة الدراجات، باستثناء رابطة وهران التي اصبح يسيرها احد الاختصاصيين وهو غرابيوا، ورابطة الوسط التي تنجز عملا ممتازا، حيث يقوم اعضاؤها بإشراك التقنيين في العمل الذي تنجزه الرابطة، الاغلبية الكبيرة من الرابطات اصبحت لا تعمل بجد، بل لا يجري فيها اي نشاط لقد حان الوقت لكي تستعين الاتحادية بخبرة القدامى على غرار جليل وشيبان ومحي الدين ولعجال، الذين بإمكانهم تقديم خبرتهم في اللجنة الفنية الوطنية، وايضا قهواجي وعبدي ومرزوقي وشريات ومهدي وبن زين وحمودي في ما يتعلق بالعمل في الرابطات. - كيف ترى عودة طواف الجزائر للدراجات إلى الواجهة؟ * طواف الجزائر للدراجات كان في السابق يحظى بسمعة دولية كبيرة، وللأسف الشديد تراجعت الأهمية التي كان يحظى بها، واظن ان الاتحادية الحالية تجتهد لإحيائه من جديد ووضعه في المكانة التي تليق به على المستوى الدولي، واعتقد ان طواف 2012 سيكون احسن من الدورة السابقة، حيث اجتهدت الهيئة الفدرالية لتحسين كثير من الامور في مجال تنظيمه.