عاد الاستقرار إلى الاتحادية الجزائرية للدراجات، التي ظلت لمدة 12 سنة تتخبط في صراعات كبيرة مع الاتحاد الدولي للعبة، وأصبح الهدف الرئيسي في الوقت الراهن يتمثل في إعادة هذه الرياضة الى تسابق عهدها مع المجد بوضع مشاريع هامة، خصصت لها مبالغ مالية كبيرة، كما حدثنا عن ذلك المسؤول الأول للهيئة الفدرالية رشيد فزوين، من خلال هذا الحوار الذي خص به ''المساء'': هل بإمكانكم اطلاعنا على الوضعية الحالية التي تعيشها هيئتكم الفدرالية؟ الحالة الت وجدنا عليها الاتحادية الجزائرية للدراجات عند استلامنا منصب الرئاسة، كانت كارثية ونحن الآن نعمل لإعادة هيكلة الفدرالية من نقطة الصفر وهدفنا الأسمى هو إنشاء فدرالية. وما هي الخطوات الأساسية التي وضعتموها للوصول إلى الهدف؟ عملنا تمركز حول نقاط اساسية، اهمها انشاء الرابطات الوطنية وضم اكبر عدد من المنخرطين ومنها يمكننا القول انه لدينا فدراية مستقرة نشيطة وتعمل على انجاح رياضة الدراجات. عاش فرع الدراجات بالجزائر مرحلة حرجة، وقد تراجع مستواه بشكل كبير، فكيف تقيمون هذا الوضع؟ فرع الدراجات توقف عن التطور في نهاية السبعينيات، حيث عجز كل الاشخاص الذين تسلموا مقاليد الاتحادية عن تكوين ابطال كبار على غار حمزة مجيد، درارني وتشامباز وغيرهم من الدراجين الذين تركوا بصماتهم في هذه الرياضة، أظن أن سوء التسيير هو الذي أدى الى هذه الوضعية المؤسفة وبسببها فقدنا القاعدة، حيث لم نعد نتكلم عن وجود مدارس التكوين في رياضة الدرجات. إعادة هيكلة الفدرالية يتطلب مبلغا ماليا معتبرا، كم هي الميزانية المخصصة لإنجاح المشروع؟ هناك مبلغ مالي يخصص للهيئة الفدرالية مثل الاتحاديات الاخرى، ونحن استملنا لأول مرة في تاريخ رياضة الدراجات ميزانية تقدر ب 70 مليون دينار وهو مبلغ استثنائي وهام للغاية. إلى أين وصلت اشغالكم؟ إعادة الهيكلة انتهت خلال الجمعية العامة الاخيرة يوم 11مارس الفارط، ومن خلال هذا المكتب التنفيذي خرجنا بقرارات هامة، منها اعادة هيكلة الاطقم الفنية، حيث وزعنا المناصب على الاطارات الاعضاء في الهيئة الفدرالية، كما وضعنا مخطط عمل للموسم الجاري 2011-.2012 ما هو دور الوزارة في تطبيق برنامجكم؟ الوصاية لها دور أساسي في مساعدتنا وبدونها لا يمكننا تحقيق أية خطوة، وهي تساعد كل الاتحاديات الجزائرية بمختلف تخصصاتها، وبالنسبة لنا وقفت الوزارة الى جانبنا عندما كنا نعاني من مشكل مع الاتحاد الدولي وبفضلها وصلنا الى هذه النقطة من النجاح. هل هناك اتفاقيات تعاون مشترك مع الدول الأجنبية؟ المشروع الأول الذي نسعى إلى تجسيده سيكون مع المركز العالمي للدرجات »او.سي.يي« من اجل تطوير المدربين، الحكام، المؤطرين ومنظمي السباقات الى غير ذلك، ونحن نسعى لنكون قطبا يهتم بتكوين الافارقة باستغلال مركز بابا حسن. ما هو عدد الرابطات المنخرطة في الاتحادية؟ بعدما كانت هناك 14 رابطة وطنية ولائية، أصبح العدد 19 في الوقت الراهن وسيصل الى 24 في أقرب الآجال بعد ضم كل من رابطات ولايات تيارت، غرداية، سطيف وسيدي بلعباس، وهذا مشجع كثيرا ويحفزنا على العمل اكثر. ماذا عن مشكل العتاد؟ الاتحادية تتخبط منذ عدة سنوات في مشكل العتاد الذي اصبح يرهن مستقبل رياضة الدراجات، حيث نفتقر الى الدراجات الخاصة بالناشئين، وهذا الامر لابد من ايجاد حل جذري له مع مؤسسة »سييما« وقد شرعنا في ذلك، من خلال ابرام اتفاق مع هذه المؤسسة المتخصصة في صناعة العتاد الرياضي والموجود مقرها بمدينة قالمة، حيث سنشتري منها 1000 دراجة ونسعى الى مضاعفة العدد، بفضل المساعدة المالية التي يقدمها لنا الممول الرسمي ''ENOSO'' و''GAMA'' متعاملها الأول. نعول عليهما وعلى السلطات العمومية لتجسيد هذه العملية وسنوزع هذا العتاد على كل الاطراف التي تريد الاستثمار في رياضة الدراجات. ما هي نوعية هذه الاطراف؟ أقصد كل من ستكون له القدرة على انشاء مدرسة او هيئة يكون هدفها الاستثمار في رياضة الدراجات سواء كان ناديا، رابطة أو جمعية رياضية أو حتى بلدية، لقد قمت مؤخرا بجولة عمل الى ولاية عين تيموشنت، ووافقت السلطات المحلية بهذ الولاية (البلدية والمجلس الشعبي الولائي) على تقديم إعانة للاتحادية بقيمة 100 مليون سنتيم، فضلا عن اعانة بنصف هذا المبلغ من مديرية الشباب والرياضة لذات الولاية، التي ستسلم لها 400 دراجة ستوزعها الرابطة المحلية على مختلف الفروع الرياضية المعنية بتنشيط هذا الفرع. لا شك انكم تعملون ايضا على استحداث قطب من اجل بعث وتطوير الفرع في الجزائر؟ إنشاء هذا القطب يمر حتما عبر انشاء الرابطات الولائية وتدعيمها، وقد ساهمت الاتحادية مؤخرا في انشاء رابطة سطيف كما اشرت سابقا، سيتبعها عن قريب ميلاد رابطتي غرداية وسيدي بلعباس وتيارت، والهدف من هذه الخطوات هو الحصول على اكبر قاعدة لممارسة رياضة الدراجات. القاعدة تنطلق من المواهب الشابة، كيف تنظرون لهذه الفئة؟ هناك مركز تكوين تم انجازه بعنابة وآخر بالجزائر، وكما تعلمون، قمنا ببناء »فيلا« ببا حسن تخصص لتكوين الفرق الوطنية، والهدف من كل هذه الإنجازات تشجيع المواهب الشابة وبناء قاعدة صلبة تضم ابطالا اولمبيين من هنا الى غاية ,2016 ونحن نطلب من كل المهتمين برياضة الدراجات الالتحاق بنا لأننا سنعمل على اقامة دورات مفتوحة للأطفال ما بين 5 و8 سنوات من اجل احتكاك الطفل بالدراجة. ما هي نشاطات الاتحادية على الصعيد الوطني والدولي؟ لقد نظم في الاسبوع الفارط سباق جهوي بين مدينتي اسطاوالي وحمام ريغة، كما ننوي تنظيم طواف الجزائر في شهر جوان القادم، إضافة الى البطولة العربية والألعاب الافريقية، وكذا المشاركة في الألعاب الأولمبية. وماذا عن طواف الجزائر؟ طواف الجزائر سيتجاوز الطابع الرياضي، سنأخذ بعين الاعتبار الجوانب الثقافية والسياحية، وكل ما له صلة بإبراز الصورة الحقيقية للجزائر، ونود أن تشاركنا في هذه العملية كل السلطات الولائية التي تمر عبر ترابها قافلة الدورة. الدورة القادمة لن تكون كسابقاتها، لا سيما وأن بلادنا اصبحت تمتلك شبكة جديدة من الطرقات، ستزيد في قيمة هذه المنافسة الدولية. كنتم تعانون من إقصاء الهيئة الدولية لرياضة الدراجات الجزائرية، كيف عالجتم الموقف؟ قضية الجدل بيننا وبين الاتحاد الدولي استمرت لمدة 12 سنة، ولكن الاوضاع تغيرت في الوقت الراهن وأصبح لدينا اسم على الصعيد الخارجي. حققتم نتائج جيدة على الصعيد العربي ما هي طموحاتكم في المستقبل؟ صحيح الوفد الجزائري عاد ب 18 ميدالية، وأنا شخصيا أعتقد أننا أبطال العرب وإفريقيا بالدرجة الاولى لما نمكله من خزان المواهب، وهدفنا الآن الوصول المستوى العالمي والأولمبي. هل تريدون إضافة أشياء أخرى؟ أشكر ''المساء'' التي تابعت كل إحداث رياضة الدراجات عن قرب، ولدي أصدقاء كثر جريدتكم واغتنم الفرصة لتحيتهم جميعا.