قرر مسيرو اتحادية الدراجات بعث من جديد دورة الجزائر لهذا الاختصاص بعد توقف دام سبع سنوات حيث جرت الدورة الأخيرة في 2002.وكشف مصدر مسؤول في الهيئة الفيدرالية ل"المساء" أن دورة الجزائر ستجري أطوارها خلال شهر ماي القادم لكنها ستشمل فقط جزءا من التراب الوطني حيث تقرر تنظيم المنافسة في بعض ولايات الغرب الجزائري. نقطة انطلاق الدورة ستكون من العاصمة لتأخذ القافلة مسلكها في اتجاه عين الدفلة والشلف وغيلزان وتيارت وتيسمسيلت وخميس مليانة والشريعة والبليدة وتيبازة ثم العودة الى العاصمة التي سيجري فيها الوصول النهائي في شكل دورة مغلقة، حيث قرر المنظمون أن يقطع الدارجون المشاركون في هذه الدورة مسافة قدرها 1200 كلم. وستكون الجزائر ممثلة في هذه الدورة بمنتخبها الوطني وبعض الدراجين من مختلف الرابطات. وحسب ذات المصدر، فإن الدورة سيكون لها طابعا دوليا من خلال مشاركة عدة دول أوربية وعربية حيث تستعد الاتحادية الجزائرية لتوجيه الدعوات للبلدان المعنية بهذه المنافسة التي ستعيد بدون شك إلى أذهان عشاق هذه الرياضة ذكريات "الملكة الصغيرة" التي كانت تعبر كل ولايات الوطن في الستينات والسبعينات وهي الفترة التي كانت الدراجة الجزائرية في أوج تألقها حيث فرضت سيطرتها على المستويين العربي والإفريقي، وبرزت بشكل كبير على المستوى الدولي بفضل امتلاكها في تلك الفترة لدراجين كبار أمثال الإخوة حمزة ودرارني وشيبان ودمرجي وداود وشيخون وبن الزين الذي عينه الاختصاصيون في هذا الفرع كأحسن دراج في تاريخ رياضة الدراجة الجزائرية رغم انسحابه من المنافسة في سن مبكر عقب معاناته من مشاكل اجتماعية جعلته يقع في طي النسيان، حيث تقول مصادر من الاتحادية انه يعاني في صمت رهيب يفرض التفاتة من الاتحادية المطالبة بإعادة الاعتبار للوجوه القديمة في هذه الرياضة، والتي مثلت الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية على غرار ما قام به الدراج الدولي السابق أحمد جليل الذي أهدى لبلده أول ميدالية ذهبية افريقية سنة 1963 ببرازافيل خلال مشاركته في أولى الألعاب الإفريقية. وكانت رياضة الدراجات أكثر الفروع الرياضية في الجزائر عرضة للتوقف عن النشاط في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الأمنية التي عانت منها بلادنا خلال التسعينات، حيث تراجع مستوى هذا الفرع بشكل كبير وساهمت في تفاقمه الصراعات التي كانت قائمة في الاتحادية وانعكست سلبا على تسيير ونشاط الرابطات التي أصبحت ظلا لنفسها على حد تعبير أحد المسؤولين في الهيئة الفيدرالية. ولا شك أن الإنجازات الكبيرة التي تشهدها الجزائر في مجال تشييد الطرقات سيما طريق السيار شرق - غرب سيفتح أفاقا جديدة لرياضة الدراجات.