أعرب وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس عن تفاؤله المسبق بمحصول الحبوب للموسم الفلاحي الجاري، مؤكدا أن عمليات التدخل السريع لحماية المحصول لا تزال متواصلة بعد الأضرار التي عرفها القطاع جراء الاضطرابات الجوية الأخيرة، مشيرا إلى أن التوقعات الأولية حول حجم الخسائر المسجلة بالقطاع تتحدث عن 4 ملايير دج والرقم مرشح للارتفاع بعد تقييم جميع الخسائر. وأشار وزير القطاع على هامش الاحتفالات باليوم العالمي للشجرة بأن قطاعه يواصل تدخله للحد من الأضرار الناتجة عن الاضطرابات الجوية الأخيرة والتي مست أكثر من 31 ولاية، منها مناطق مختصة زراعة الحبوب وغيرها من الشعب الفلاحية، حيث بادرت الوزارة إلى إرسال توجيهات لكل المديريات بغرض تحسيس الفلاحين بضرورة الإسراع في مكافحة جميع الأمراض التي يمكن أن تظهر بسبب ارتفاع نسبة المياه في الأرض. وأوضح ممثل الحكومة أن الرطوبة المرتفعة ساعدت على ظهور بعض الحشرات الضارة وتكاثرها بشكل سريع في العديد من المستثمرات الفلاحية، مؤكدا أن جميع الإمكانيات قد سخرت للسماح للمعهد الوطني لوقاية النباتات بالتدخل السريع للحد والتحكم في الظاهرة والعمل على إنجاح الموسم. وبخصوص حجم خسائر القطاع الفلاحي جراء الاضطرابات الجوية الأخيرة أشار السيد بن عيسى إلى وجود تقديرات أولية تتحدث عن خسائر تتراوح بين 3 و4 ملايير دينار غير أن هذه الأرقام بحاجة إلى تدقيق من طرف اللجنة المنصبة بالوزارة لهذا الغرض والتي تعمل بالتنسيق مع كل المديريات الجهوية والسلطات المحلية. وعلى صعيد آخر كشف الوزير أن جميع الإمكانيات المادية متوفرة حتى يتمكن صندوق الكوارث الفلاحية من التدخل السريع حيث يسجلت اليوم إرسال فرق تقنية للمراقبة والمعاينة بعدد من الولايات المتضررة على غرار ولاية الطارف التي سجلت بها اكبر نسبة من الخسائر، في حين طمأن الوزير المستهلك بشكل عام بعدم حدوث ندرة في المنتجات الفلاحية خاصة فيما يتعلق بالأشجار المثمرة التي لم تسجل بها خسائر كبيرة، ما عدا الأغصان التي تكسرت في المرتفعات بسبب تراكم الثلوج. وفي رد الوزير عن التهاب أسعار منتوج البطاطا في الفترة الأخيرة أوضح أن الأسعار ستعرف خلال الأسبوعين القادمين استقرار ملموسا بعد تجند كل الفلاحين سيما من ولاية عين الدفلى والولايات الجنوبية لضخ كميات إضافية من المنتوج في السوق لكسر المضاربة، مع تسريع عملية إفراغ المخزون البطاطا ضمن نظام ضبط الإنتاج ''سيربلاك'' في انتظار وصول أولى محاصيل إنتاج الموسم الجديد بداية من شهر افريل القادم خاصة من ولايات غليزان ومستغانم. وبمناسبة الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي للشجرة دشن وزير القطاع ''دار الطبيعة'' كفضاء للتحسيس والتربية البيئية والتبادل بين الجامعيين والمختصين في مجال تسيير النظم الغابية والبيئية وذلك بمحمية الصيد بزرالدة، مشيرا إلى أن هذا المكان سيكون فضاء بيداغوجيا يهدف إلى حماية الأصناف الحيوانية والنباتية ومجالا لتنشئة الأجيال الشابة، داعيا القائمين على الدار إلى ربط علاقات مع المحميات والحظائر الأخرى المتواجدة في التراب الوطني من أجل إقامة شبكة وطنية لفضاءات حماية الطبيعة. كما أطلق الوزير بالمناسبة حملة التشجير التي تهدف هذه السنة إلى زراعة مليون ونصف مليون شجرة عبر التراب الوطني بمشاركة المدارس والجمعيات وأفواج الكشافة الإسلامية تحت شعار ''شجرة لكل شهيد'' احتفاء بالذكرى الخمسين لاستقلال .