تميّز اليوم الأخير من أيام الفيلم المتوسطي في الجزائر بحضور قويّ للجمهور بقاعة ''ألفا'' برياض الفتح، وبشغف كبير لمشاهدة أهم فيلم أنجز السنة الماضية وحاز على خمس جوائز أوسكار في آخر دورة له، ويتعلّق الأمر بالفيلم الفرنسي ''ذي أرتست'' للمخرج ميشيل هزانافيكيوس. الفيلم الذي توافدت عليه كوكبة من الفنانين والمخرجين والمنتجين سهرة أوّل أمس، حظي بالإعجاب وأجمع الجمهور العريض أنّ الفيلم بحق يستحق جوائز الأوسكار، بالنظر إلى الجودة الفنية والتقنية الفائقتين، كما برهن المخرج أنّ الأبيض والأسود مازال يحتفظ بذلك السحر الذي ذُهلت به البشرية مع ظهور فن السينما في عشرينيات القرن الماضي، وجعل من لغة الصمت بلاغة في سرد قصة ''ذي أرتست''. من خلال الوهلة الأولى يخيّل للمشاهد أنّه سيرى فيلما لشارلي شابلن، إذ استعان المخرج ميشيل هزانافيكيوس بالأبيض والأسود كتقنية مؤثّرة وكذا الصمت كلغة فنية معبّرة، ليعكس بذلك قوّة السينما حتى وإن عادت لبداياتها وبإمكانها انجاز أفلام في قمّة الروعة، ويجد المتفرّج نفسه متشوّقا في متابعة أحداث الفيلم دون ملل أو إحساس بأهمية الكلام، وقد انطلق الفن السابع بهذه الكيفية. "ذي أرتست'' المنتج سنة ,2011 يروي في 100 دقيقة، قصة فنان من هوليود بلغت شهرته ذروتها في عالم الفن السابع، وبالتحديد في الأفلام الصامتة، ومع مجيء السينما الناطقة، يصبح جورج فالانتاين النجم في السينما الصامتة نجما ثانويا، في حين أنّ نجم بيبي ميلر يلمع في أفق السينما. وتروي قصة الفيلم قصة النجمين مع التركيز على اصطدام بين الحب والمال والمظاهر، حيث يجد الفنان نفسه وحيدا مفلسا في أسوء حالاته النفسية والمادية بعد أن تخلى عنه منتجه وزوجته وجمهوره الذي أضحى يريد مشاهدة الأفلام الناطقة، فأفل نجمه وبرزت نجوم أخرى مثل بيبي ميلر التي خافت من أن تجرح كبرياء الفنان، حيث أنقذته في آخر وهلة من الانتحار، وساعدته من أجل العودة بقوّة عبر الرقص الاستعراضي. نوع الفيلم غير محدّد في صفة معيّنة فهو يحمل من الدراما الشيء الكثير، ويحتوي على الكوميديا بشكل كبير جدا، كما يتضمّن جانبا من الرومانسية، إلى جانب احتوائه على الرقص الاستعراضي الذي كان أحد سيمات السينما في عصر ما بعد السينما الصامتة، الأمر الذي مكّن روح الفيلم وأجواءه الأصلية من جذب الجمهور، ولعبت الموسيقى دورا فعّالا في بثّ إحساس معبّر في قلوبهم وجعلهم متأثّرين بالقصة. يذكر أنّ الفيلم الفرنسي ''ذي أرتست'' دخل تاريخ الأوسكار في هوليوود بفوزه بخمس جوائز هي أفضل فيلم وأفضل ممثل لجان دورجاردان الذي أصبح أوّل فرنسي يفوز بهذه الجائزة، وأفضل مخرج وأفضل موسيقى وأفضل ملابس، ولم يسبق لأيّ فيلم فرنسي أن حصد هذا العدد من الجوائز في حفل الأوسكار-.