نفت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في بيان صادر عنها سهرة يوم الاثنين الماضي نشر على موقعها الرسمي عبر الأنترنت، وجود أزمة داخل المنتخب الوطني، مثلما أرادت بعض الكتابات الصحفية عن اللاعبين الذين قرروا اعتزال اللعب دوليا، أن تلمح إليه، واعتبرت هيئة روراوة أن اللاعبين نذير بلحاج وعنتر يحيى سبق لهما وأن أخبراها وأعلما المدرب الوطني بقرارهما منذ مدة طويلة. وجاء في بيان الفاف أن نذير بلحاج كان قد عبر في وقت سابق للاتحادية الجزائرية وللناخب الوطني، عن رغبته في الاعتزال دوليا منذ شهر مارس .2012 ومن جهته، أعرب اللاعب عنتر يحيى هو الآخر عن ذات الرغبة بعد مباراة غامبيا - الجزائر، وفيما يخص اللاعب كريم مطمور، فإن الشروط الخاصة التعاقدية مع ناديه الحالي في البطولة الألمانية، القسم الأول، حيث يطمح إلى حجز مكانه كأساسي ضمن التشكيلة، تضطره للابتعاد المؤقت عن المنتخب الوطني. وبالرغم من اعتراف الاتحادية بأن هؤلاء اللاعبين اتخذوا قراراتهم منذ مدة، إلا أنها لم يسبق لها وأن أشارت الى ذلك في الوقت المحدد، بل فتحت المجال واسعا للتأويلات، خاصة وأن مثل هذه القرارات رسمية وقد رفض هؤلاء التراجع عنها، رغم محاولات رئيس الفاف والمدرب الوطني ثني هذا الثلاثي عن ذلك. من جانب آخر، فإن البيان يشير إلى أن اللاعب كريم مطمور اعتزل مؤقتا لأن لديه التزامات مع ناديه الحالي الذي فرض عليه شروطا في عقده، وهو يطمح إلى مكانة أساسية، حيث يتساءل البعض عن المكانة التي يريدها مطمور ونحن في نهاية الموسم في كل البطولات العالمية، هذا ما يعني أن الاتحادية تنتظر أن يعود هذا اللاعب مرة ثانية إلى الفريق الوطني، الذي وحتى وإن احتاجه في الوقت الحالي، إلا أن الفاف تعطيه مبررات لكي لا يحضر تربصات الخضر، فالأولوية حسب ما يفهم من ذات البيان، تعطى للنادي وليس للألوان الوطنية. وقد أبدت الاتحادية تقبلها لقرارات اللاعبين بكل روح رياضية وباحترام كبير، شاكرة كل من عنتر يحيى وبلحاج على تشريفهما الألوان الفريق الوطني في المناسبات الماضية، وخلال تواجدهما في المنتخب الوطني، حيث امتد هذا التواجد لسنوات عدة، تميز بالالتزام دون حسابات، وبخدمات جليلة، يضيف البيان. كما كشف بيان الاتحادية، أن الفريق الوطني يبقى مفتوحا لكل اللاعبين الجزائريين الموهوبين، وهو يعرف في كل مرة لاعبين يغادرون وآخرون يلتحقون به. مشيرا إلى أن هذه هي سنة الرياضة. مؤكدا أن الناخب الوطني أعلم بالقضية وهو يواصل تحضير المنتخب في ظروف جيدة، تحسبا لمواعيد شهر جوان القادم. وفي الأخير أكدت الاتحادية بأنها ستوفر كل الإمكانيات لتحقيق الأهداف التي سطرتها بالتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2013 وكأس العالم .2014 وقد جاء بيان الاتحادية متأخرا جدا، بعد أن كثر الحديث عن اعتزال هؤلاء اللاعبين في الفترة الأخيرة دون أن تتحرك هذه الهيئة الرسمية. ولم تشر الفاف في بيانها أيضا إلى الأسباب الحقيقية التي جعلت هؤلاء اللاعبين يقررون وضع حد لمشوارهم مع المنتخب الوطني، تاركة المجال مرة أخرى للتأويلات، التي يبدو أنها لن تنته ما دام بيان هيئة روراوة لم يحمل أي جديد يذكر.