عرفت مراكز الاقتراع ببلدية الدارالبيضاء، والبالغ عددها ,11 ب 35 مكتبا موزعة على كافة أحياء البلدية، منذ الساعات الأولى من نهار أمس، إقبالا كبيرا من قبل النساء والعجائز، توافدن للإدلاء بأصواتهن واختيار ممثّليهن في المجلس الشعبي الوطني. "المساء'' زارت عددا من مراكز الاقتراع على مستوى بلدية الدارالبيضاء التي فتحت أبوابها على الساعة الثامنة صباحا، وتحدّثت مع بعض المواطنين حول ما ينتظرونه من وراء الإدلاء بأصواتهم، فكانت إجاباتهم متفاوتة، حسب احتياجات وأحلام كلّ واحد منهم، البداية كانت بمركز مدرسة ''بن باديس'' (نساء)، حيث أكّدت أغلب من التقتهن ''المساء''، أنّ الانتخاب واجب وطني، على أمل تحسين الظروف المعيشية، وعلى رأسها إنجاز المشاريع السكنية، مع تخفيض الأسعار التي اِلتهبت مؤخرا ومست العديد من الحاجيات الأساسية لكلّ مواطن. كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، حين تمّ تسجيل حضور أوّل امرأة ببلدية الدارالبيضاء، حيث أكّدت أنّها كانت تنتظر هذا الموعد على أحرّ من الجمر، وأعربت عن تفاؤلها باختيار النواب بالمجلس الشعبي الوطني. غيّرنا الوجهة إلى مركز ''عيسات إيدير''، وهو المركز الذي عرف توافد الكثير من المواطنين، وذلك لتموقعه بأكبر تجمع سكاني، وهو ما أكّدته الطوابير الطويلة التي اصطفت بالقرب من القاعات، إلاّ أنّه تمّ تسجيل حضور قوي للنساء والشيوخ والعجائز، والقليل من الرجال الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 30 و40 سنة، اقتربت ''المساء'' من إحدى النساء وهي في حالة غضب، بسبب عدم عثورها على اسمها ضمن قائمة الناخبين، وهي التي تعوّدت على الانتخاب بهذا المركز، وهو الأمر الذي سبّب لها إزعاجا كبيرا، لا سيما وأنّها كانت تنتظر هذا اليوم منذ أشهر. وبنفس المركز، لمحنا أحد الشباب بعد أن أدلى بصوته، واقتربنا منه لمعرفة طموحاته من وراء هذه الانتخابات، فقال؛ ''نحن الشباب لا ننتظر الكثير، إلاّ أنّنا لم نفقد الأمل، لاسيما فيما يتعلّق بتحسين الظروف المعيشية والقدرة الشرائية للمواطن، إلى جانب تخفيض أسعار المواد الغذائية. لهذا، يجب التضامن والوقوف وقفة واحدة لاختيار ممثلين مناسبين لتحمل المسؤولية''، يقول رياض محدّثنا. مواطنون رفضوا دعوة مقاطعة الانتخابات أمّا عمي احمد الذي التقينا به فور خروجه من متوسطة ''صدقي الزهاوي''، فأكّد أنّه تحدى المرض مستندا على عكازه للوصول إلى مكتب الاقتراع والإدلاء بصوته، وذلك حسب قوله؛ ''بحثا عمّن يصلح حال البلاد، ويعيد للشباب كرامتهم ويمنعهم من الهجرة لبلدان أخرى بحثا عن ظروف معيشية أرقى من تلك التي يعشونها بالعاصمة''، وعن أماله المرجوة، يقول عمي احمد؛ ''أنتظر من ممثّلينا أن يحسّنوا قطاع الصحة ويوفّروا الأدوية خاصة بمرضى السكري والضغط''، رافضا كلّ دعوات المقاطعين للانتخابات التشريعية. بدت بلدية الدارالبيضاء مختلفة عن بقية الأيام الأخرى، فالهدوء عمّ مختلف الأحياء، حيث يُهيَّأ للمتجوّل في شوارعها أنه في يوم من أيام العطل الأسبوعية؛ السبت أو الجمعة، إلى جانب رسم الجوّ المشمس الحار وقلّة حركة المرور ملامحها، هذا الهدوء أثار فضولنا لمعرفة ما يجري بالضبط، ومدى اهتمام المواطنين بهذا الحدث، وذلك عبر أحاديث المارة والشباب الجالس بالقرب من المحلات التجارية والشيوخ الجالسين بالمقاهي. سؤالان كانا متداولين كثيرا في أوساط الشيوخ الجالسين بإحدى المقاهي بوسط مدينة الدارالبيضاء، وبالتحديد بالقرب من مقر البلدية، ألا وهما؛ ''واش.. روحت تفوطي اليوم؟''..''شكون خيّرت ولاّ حطيت ورقة بيضاء؟''، وهما سؤالان تمّ تداولهما كثيرا فيما بينهم، فبعضهم يجيب بنعم والبعض الآخر يجيب بأنّ الوقت لازال مبكرا للاقتراع، بينما البعض الآخر يفضّل الانتظار إلى أن تنتهي طوابير المنتخبين الذين اصطفوا بالقرب من مراكز الانتخاب.