شهدت خلية المداومة لجبهة القوى الاشتراكية أمس، حركة غير عادية تعكس أهمية الموعد الانتخابي الذي فضل الحزب هذه المرة المشاركة فيه بعد مقاطعة تشريعيات 2007 ورئاسيات ,2009 حيث اختير لهذا الموعد شعار ''قم ترى''، وذلك بهدف استعادة مكانة الحزب في الساحة السياسية وإنهاء فترة الفراغ السلبي الذي عاشه الحزب خلال المواعيد السابقة. وحسب تصريح السيد كردي حكيم عضو الأمانة الوطنية للحزب، فإن ''الأفافاس'' يتوقع الكثير من تشريعيات ,2012 التي ينتظر أن تكون حلقة أولى نحو تغيير جذري في مبني المجلس الشعبي الوطني. مشيرا إلى أن الحزب متواجد عبر 42 ولاية، وهو ما يؤكد أن الحركة لها بعد وطني، عكس ما يشاع عنها أنها جهوية. وبالنسبة لهذا الموعد الحاسم في الساحة السياسية، أشار المتحدث إلى أن الحزب أراد اختيار وجوه جديدة لها كفاءات عالية أسندت لها مهمة الاستماع إلى انشغالات الشعب وعدم الاهتمام بالمنصب البرلماني ولا بالأجر الشهري، من منطلق أن البرلمانية ليست مكتب توظيف، بل مسؤولية ملقاة على عاتق ممثل الشعب. وبغرض التقرب أكثر من فئة الشباب، تم اختيار أصغر مترشحة لولاية الجزائر وهي محامية تخرجت حديثا من الجامعة، علما أن الحزب حاضر ب 13 بلدية بالجزائر العاصمة. وعن سير عملية الانتخابات وعمل مراقبي الحزب الذين انتشروا منذ صبيحة أمس عبر جميع مكاتب ومراكز الاقتراع، أكد المتحدث أن عملية الاتصالات الدورية تؤكد إقبال المواطنين على الاقتراع، وهو ما يؤكد نزاهتها، بشرط أن يتم احترام كل الشروط المتعلقة بالمراقبة والفرز. ونظرا لمكانة الحزب في الساحة السياسية، فقد سجل توافد كبير لرجال الأعلام الجزائريين والأجانب، الذين استغلوا الموعد للاستفسار عن سر عودة الحزب إلى التشريعيات وسبب اختيار وجوه سياسية جديدة شابة بعيدا عن الجهوية، حيث رد السيد حسان فراح احد المترشحين، أن الهدف من المشاركة استعادة ثقة المواطن في الحزب، من جهة، وإبراز أهمية مشاركته في اكبر موعد انتخابي قصد إحداث التغيير. من جهته، أكد الأمين الوطني الأول لجبهة القوي الاشتراكية، السيد على العسكري، انه متفائل بهذه التشريعيات التي يتوقع أن تكون فاتحة خير لبناء ديمقراطية حقيقية، وهو التصريح الذي أدلى به للصحافة على هامش أدائه واجبه الوطني بولاية بومرداس. مشيرا إلى انه لمس تجنيدا محكما للمشرفين على العملية وحتى المنتخبين، وذلك منذ الساعات الأولى من فتح مكاتب الاقتراع. وتعد هذه الانتخابات برأي السيد العسكري، الذي يترأس قائمة حزبه بالدائرة الانتخابية لبومرداس، أولوية بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية وضرورية من أجل إعادة بناء علاقات الثقة بين المواطن والسلطة.