أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها أمس على الساعة الثامنة مساء في 543 بلدية عبر الوطن بترخيص من وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي قررت تمديد آجال الاقتراع لتمكين ناخبي هذه المناطق من أداء واجبهم الانتخابي ببعض المكاتب والمراكز التي عرفت تأخرا في انطلاق عملية الاقتراع. كما عرفت مراكز الاقتراع إقبالا كبيرا للناخبين الذين أدوا واجبهم الانتخابي منهم الشباب الذين أقبلوا بقوة لأداء واجبهم الانتخابي بعد خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي لقي صدى عند هذه الفئة التي أجابت نداء الوطن إيمانا منها بالتغيير وتجسيد الإصلاحات. كان لخطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه بمناسبة ذكرى الثامن ماي 1945 بولاية سطيف آثارا على الشعب الجزائري الذي لبى نداء الوطن وأدى واجبه الانتخابي بقوة لاختيار 462 نائبا يمثلونهم في الغرفة السفلى من البرلمان لعهدة تدوم خمس سنوات من بين 24916 مترشحا منهم 7700 امرأة ينتمون إلى 2038 قائمة تمثل 44 حزبا سياسيا و186 قائمة حرة. ولوحظ إقبال الشباب على هذا الموعد وكلهم ثقة في خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه خلال شهر فيفري الماضي والذي دعا من خلاله الشباب إلى المشاركة في الحياة السياسية لتبوإ مناصب صنع القرار، وكذا خطابه الأخير من ولاية سطيف الذي دعا من خلاله الشعب للتصويت ونوه بدور الشباب في التغيير واستلام المشعل من الجيل الذي سبقهم. وكانت هذه المشاركة ضربة قوية لدعاة المقاطعة وردا صريحا على من راهن منذ مطلع السنة على تشويه صورة الجزائر وتحريض الشعب على العزوف عن الانتخابات. وقد أعطت نسبة المشاركة في التشريعيات أمس درسا قويا لمن كان ينتظر أن تتعثر الجزائر في هذا الموعد وتعيش حالة من اللااستقرار مثلما عاشته بعض الدول العربية أو ما يعرف ب''الربيع العربي''. غير أن الجزائريين واعون بهذه المناورات والمؤامرات التي تحاك ضد بلدهم من الخارج ومن جهات لها مصالح تشويه صورة الجزائر. وتمت عملية الفرز مباشرة بعد غلق المكاتب بحضور ممثلي الأحزاب السياسية وأعضاء اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات وكذا القضاة المعنيين بالمراقبة والملاحظين الدوليين.وتجدر الإشارة إلى أن العدد الإجمالي للهيئة الناخبة 21 664 345 ناخبا من بينهم 20 673 875 ناخبا على المستوى الوطني و990 470 ناخبا من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. وكان أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج قد شرعوا ضمن الدوائر الانتخابية الأربع عبر العالم في الإدلاء بأصواتهم منذ السبت الماضي لانتخاب 8 ممثلين عنهم بالمجلس الشعبي الوطني. وذلك من بين 65 قائمة منها 23 قائمة خاصة بالدائرة الانتخابية لباريس و18 بمرسيليا بينما تنافست 7 قوائم في الدائرة الانتخابية بتونس و17 في الدائرة الانتخابية بواشنطن. وكان الاقتراع الخاص بالبدو الرحل وسكان المناطق النائية قد بدأ يوم الاثنين الماضي على مستوى 219 مكتبا متنقلا خصص لهذا الغرض. ولأول مرة في تاريخ الانتخابات بالجزائر اعتمدت لجنة للإشراف على السير الحسن للانتخابات التشريعية مشكلة من 316 قاضيا. حيث تم تجنيد 20 ألف ممثل عن جهاز القضاء للإشراف على السير الحسن للانتخابات. وعرف الموعد الانتخابي حضور أزيد من 500 ملاحظ دولي منهم 120 ملاحظا من الاتحاد الأوربي و200 من الاتحاد الإفريقي و132 من جامعة الدول العربية و10 من الأممالمتحدة و20 آخرين من منظمة التعاون الإسلامي فضلا عن ممثلين عن منظمتين غير حكوميتين أمريكيتين.