دعا مختصون في طب الأطفال وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى ضرورة الإسراع في إنشاء مستشفى أو على الأقل مصلحة لمعالجة الأطفال المصابين بداء السرطان، فضلا عن استحداث شبكة للكشف المبكر عن هذا المرض في أوساط الأطفال. وأوضحت الأستاذة ترابزي انيسة الممارسة بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن 80 بالمائة من حالات السرطان عند الطفل يمكن معالجتها بشرط أن يتم التكفل بالحالة في وقت مبكر. وأجمع المشاركون في الملتقى العلمي الذي نظمته أمس جمعية الأمل بفندق السوفيتال بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة على أن الكشف في الجزائر يجري في اغلب الحالات في فترة متأخرة بسبب غياب وحدات الكشف بمصالح طب الأطفال عبر المستشفيات وأكثر من ذلك لا توجد في الجزائر مصالح خاصة بالأطفال المصابين بالسرطان باستثناء مصلحة بولاية وهران والتي لا تعمل طبقا للمعايير المعمول بها دوليا.وتؤكد الدكتورة ترابزي في تصريح ل ''المساء'' أن قابلية الإصابة بداء السرطان عند الأطفال اقل بنسبة 100 مرة مقارنة بالكبار إلا أن المشكل يكمن في سرعة وتيرة تطور المرض عند هذه الفئة، الأمر الذي يؤكد أهمية التشخيص والكشف المبكر الذي من شأنه إنقاذ حياة العديد من الأطفال. وكشفت المتحدثة بالمناسبة أن مركز بيار وماري كوري يستقبل زهاء 150 طفلا مصابا بالداء في السنة فيما يستقبل مستشفى بارني 30 حالة في نفس الفترة. وأشارت المتحدثة إلى أن مهمة التكفل السريع بالطفل تكون على عاتق الأولياء والأطباء على حد سواء مضيفة أنه في الكثير من الحالات يكتفي الأولياء عند ملاحظة أي أعراض عند طفلهم بإخضاعه لعلاج بالمسكنات ومزيلات الحمى كالاسبيجيك وغيرها دون أن يكلفوا أنفسهم التساؤل عن الأسباب ومحاولة الاستفسار عن حالة الطفل وعرضه على طبيب ما يفسر وصول العديد من الحالات إلى المستشفى في مرحلة متطورة جدا من المرض.كما طرح المشاركون في الملتقى بالمناسبة مشكل نقص الهياكل والأسرّة بمختلف المصالح من جهة والاكتظاظ الذي تشهده هذه الأخيرة من جهة أخرى، لاسيما منها مركز بيار وماري كوري الذي يستقبل المرضى من مختلف ولايات الوطن داعين إلى إعادة تأهيل المصالح المتوفرة وجعلها في المستوى المطلوب في انتظار استحداث مصالح جديدة خاصة بالأطفال.كما تطرق المتدخلون إلى نقص التكوين في الاختصاص لدى الممرضين والممرضات. مع الإشارة إلى مشكل إيواء أولياء المرضى من العائلات المعوزة التي كثيرا ما تتخذ من ساحات المستشفيات والسيارات مكانا لقضاء لياليهم في انتظار انتهاء علاج أطفالهم. وأكد المختصون أن الجزائر بإمكانها أن تحقق نسبة معالجة عالية في مجال مكافحة السرطان لدى الأطفال ولم لا نسبة 90 بالمائة المسجلة بأوروبا خاصة وأن الإمكانيات المادية والكفاءات متوفرة وأشاروا إلى ضرورة تطوير التكوين في المجال مع تطور العلم وحتى المرض ''فلا يمكن أن تبقى الأحوال عندنا كما هي، جامدة والعلم يتطور والمرض يأخذ أشكالا جديدة كما تتغير أساليب العلاج في العالم'' تقول الأستاذة ترابزي. للإشارة فإن الدولة خصصت ميزانية 21 مليار دينار للتكفل بالمصابين بالسرطان لسنة 2012 فضلا عن تسطير مشاريع لانجاز مراكز العلاج بمختلف ولايات الوطن.