لكلّ مقدمة خاتمة ولكلّ بداية نهاية، هو ما كان عليه المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب الذي أسدل الستار على فعاليات دورته الخامسة أوّل أمس، بتقديم الجوائز للفائزين بجائزة القصة القصيرة باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية تحت شعار «احكي الجزائر». سلّمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي جائزة القصة القصيرة باللغة العربية، للفائز جلال الدين سماعين من سطيف، أمّا جائزة اللغة الأمازيغية فكانت من نصيب قطاف محمد أكلي من تيزي وزو، في حين ظفر معاش طارق بجائزة اللغة الفرنسية للقصة القصيرة. وفي هذا السياق، ذكر حميد عبد القادر، عضو لجنة تحكيم المسابقة، أن قسم اللغة العربية تلقى أكثر من ثلاثين قصة تم انتقاء خمس عشرة منها ليكون الفوز في الأخير لقصة «حقيقة الحياة» لجلال الدين سماعين. مضيفا أنّ مستوى القصص المشاركة كان حسنا إلاّ أنّ معظمها لم يحترم مادة من مواد المسابقة والتي تنص على تكملة حيثيات القصة التي كتبت مقدمتها إنعام بيوض. وفي نفس السياق، ذكرت مايسة باي، المكلفة بجانب اللغة الفرنسية في المسابقة، أنّ المشاركة أيضا في هذا القسم كانت مهمة وان اختيار الفائز كان لتمكنه من كتابة القصة بطريقة مميزة وجميلة، بينما قال رشيد مختاري، أن مسابقة القصة القصيرة في جزئها الامازيغي عرفت مشاركة قصتين تم اختيار قصة محمد اكلي قطاف التي تتناول قصة عجوز عادت ابنتها من بلاد العجم فطلبت منها أن تصعدا إلى جبل لم يستطع المستعمر الفرنسي النيل منه ولا الجزائري المستقل لتقوم بتسلقه والوصول إلى قمته وغرس العلم الجزائري فيه. للإشارة، تحصل الفائز الأول بجائزة القصة القصيرة في اللغات الثلاث على خمسة عشر مليون سنتيم، كما شارك في هذه المسابقة شباب تتراوح اعمارهم بين 18 و30 سنة، وقام كل من رشيد مختاري وانعام بيوض ومايسة باي بكتابة مقدمة القصة باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية على التوالي ليكون لدور الشباب تكملة احداثها. بالمقابل، قدم عز الدين قرفي محافظ المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب، في كلمة بمناسبة اختتام المهرجان، أرقاما تخص الدورة الخامسة من هذه التظاهرة، حيث شهدت مشاركة أكثر من ستين ناشرا جزائريا، بالإضافة إلى تنظيم 24 لقاء أدبيا بمشاركة أكثر من ثلاثين كاتبا من الجزائر ودول أخرى، وكذا تأطير خمس ورشات فنية وتربوية، علاوة على احتضان ملتقى علمي بمشاركة جامعيين من أربع قارات وإحياء حفلات موسيقية. وأضاف المتحدث أن هذا المهرجان الذي يخصص للكتاب الشباب والأدب والفنون، استطاع أن يفي بوعده وان يكون عند حسن ظن جمهوره في العاصمة وسيدي بلعباس وباتنة، كما أقام شراكة مع مؤسسة الميترو بتنظيم معرض لعشرة من عمداء الأدب الجزائري ويصدر كتيبا عنهم يباع بسعر تذكرة الميترو وهذا في محطات الميترو الأكثر اقبالا للمسافرين. وعرفت الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب التي جرت بساحة رياض الفتح، تنظيم العديد من الندوات من بينها «مغامرة الأدب»، «المقاومة بالأدب»، «مسيرة حياة»، «آفاق الأدب الجزائري» و»تصفية استعمار الأدب» وغيرها. كما شهدت مشاركة كتّاب جزائريين وعرب وأجانب من بينهم انور بن مالك، مايسة باي، رشيد بوجدرة والسعيد بوطاجين وغيرهم، أما من خارج الجزائر فنذكر مشاركة الكسي جيني من فرنسا، كين بوغول من السينغال، محمد الاشعري من المغرب والحبيب السالمي من تونس.