تقاطعت مواقف الفرقاء السوريين إضافة إلى إيران حول فشل ندوة جنيف في التوصل الى أرضية توافقية تكون بمثابة خطوة أولى على طريق تسوية الأزمة السورية المستفحلة منذ 16 شهرا. ورغم أن السلطات السورية لم تبد أي موقف رسمي من ندوة جنيف فإن رفضها لنتائجها بدا واضحا عبر وسائل إعلامها الرسمية التي تحدثت عن فشل الندوة وأكدت أنه "لا يمكن التوصل إلى أي تسوية للوضع ما لم يتم الرجوع إلى الشعب السوري مصدر الشرعية". وإعتبرت صحيفة "البعث" الحكومية أن "السوريين قادرين على إطلاق حوار وطني لا يوجد فيه مكان للدول المجاورة أو البعيدة وخاصة تلك التي تلح على قتل السوريين". وبنفس المنطق ولكن بمقاربة أخرى رفضت أطراف المعارضة نتائج اجتماع جنيف الذي بحث خطة لتشكيل حكومة إنتقالية تضم المعارضة والسلطة على السواء. وانتقد المجلس الوطني السوري المعارض في موقف له عدم إشارة إجتماع جنيف إلى ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق لعملية الإنتقال السياسي في البلاد. وشدد على أن "أي حل للوضع لا يمكن أن يكون فاعلا من دون تنحي الرئيس بشار الأسد". وندد برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض وعضو مكتبه التنفيذي حاليا في صفحته على "الفايسبوك" ما وصفه ب«ألعوبة ساخرة باعتبار أنه يطلب من السوريين التفاوض مع جلادهم الذي لم يتوقف على القتل والتعذيب ... واغتصاب النساء" منذ اندلاع الحركة الإحتجاجية شهر مارس 2011.وإعتبر أنه "ليس أمام الشعب السوري من خيار سوى الخيار العسكري بشن حرب تحرير شعبية". وعلى نقيض موقف غليون أكدت بسمة كودماني المتحدثة بإسم المجلس الوطني السوري المعارض أن الندوة حملت بعض العناصر الإيجابية لكنها تأسفت كون خطة المرحلة الإنتقالية تبقى غامضة وغير واضحة بخصوص اتخاذ خطوات ملموسة وسريعة لإنهاء الأزمة. من جانبها إعتبرت اللجان المحلية للتنسيق التي تنظم المظاهرات الإحتجاجية على أرض الميدان أن "الجوانب الغامضة في الإتفاق تسمح للنظام بربح مزيد من الوقت من أجل مواصلة عمليات القتل". وكانت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول عربية إتفقت بجنيف على خطة لتشكيل حكومة إنتقالية سورية تشمل المعارضة دون التطرق إلى إجراءات تهدف إلى إقصاء بشار الأسد من الحكم. ولكن إيران التي ألح كوفي عنان وروسيا على ضرورة مشاركتها في هذه الندوة،إعتبرت النتائج المتوصل إليها بين القوى العظمى غير ناجحة بسبب تغييبها عن إجتماع جنيف. وقال حسين أمير عبد الله نائب وزير الخارجية الإيراني بوجود توتر حاد بين روسيا والولايات المتحدة خلال ندوة جنيف التي فشلت بسبب غياب السلطات السورية بالإضافة إلى ودول لها تأثيرها على سير الأحداث في هذا البلد في إشارة إلى بلاده. ووسط فشل كل مساعي احتواء الأزمة السورية شرع الإتحاد الأوروبي في التحضير لعقوبات إضافية ضد سوريا في محاولة لزيادة الضغط على النظام السوري وتجفيف مصادر تمويله وتضييق الخناق على أجهزته.