تباينت القراءات حول مضمون الاتفاق المبدئي الذي خرجت به مجموعة العمل من أجل سوريا، خلال اجتماعها، أول أمس، بجنيف السويسرية حول تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. واختلفت أطياف المعارضة حول قراءة مضمون الاتفاق، فهناك من رأى أنه تضمن عناصر إيجابية، والآخر رآه هزيلا، في حين رأت إيران بأن الاجتماع غير ناجح، وإن وقفت باريس عند نقطة حكومة انتقالية دون الرئيس الأسد، في حين يبقى مصيره غامضا إلى حد الآن في إطار الحكومة الانتقالية. اختلفت ردود أفعال المعارضة السورية، أمس، حول البيان الختامي لمؤتمر جنيف بشأن بحث الأزمة في سوريا، ففي الوقت الذي قال البعض إنه يحتوي على عناصر إيجابية اعتبر آخرون أنه ''مهزلة''. وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض، بسمة قضماني، إن البيان الختامي يتضمن ''بعض العناصر الإيجابية''، رغم أن الخطة بمجملها ''غامضة جدا''. وأوضحت قضماني، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، ''يبدو أن هناك بعض العناصر الإيجابية، لكن تبقى عناصر هامة مبهمة جدا. والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري''. في المقابل اعتبر الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، وعضو مكتبه التنفيذي، برهان غليون، في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمجلس على فايسبوك، أن ''ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث قبل أعضاء مجلس الأمن الإملاء الروسي، وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري، وتركوه وحيدا أمام جلاديه''. ودعا غليون الشعب السوري إلى ''خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها، مستعينا بالله وبأبنائه الأبطال، وبمساعدة الدول الشقيقة''. ووصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بأنه ''حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي''، معتبرة أن الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية ''لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية، حليفة نظام الأسد، ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية، والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين''. وتم التوصل إلى اتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا في جنيف، خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا، يمهد الطريق أمام حقبة ''ما بعد الأسد''، بحسب الولاياتالمتحدة، في حين أن روسيا والصين أكدتا، مجددا، أن الأمر يعود للسوريين لتحديد مستقبلهم. أما إيران فاعتبرت أن الاجتماع الذي عقدته مجموعة العمل حول سوريا في جنيف ''لم يكن ناجحا''، وصرح حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية للتلفزيون الرسمي، ''حصلت توترات شديدة بين روسياوالولاياتالمتحدة خلال اجتماع الخبراء، ولم يكن اجتماع جنيف ناجحا، على غرار الاجتماعات السابقة. نظرا لغياب (الحكومة) السورية والدول التي تؤثر على الأحداث في ذلك البلد''. غير أن فرنسا رأت أن النقطة الإيجابية تتمثل في الإشارة إلى حكومة انتقالية دون الأسد.