بعد أن افتتح مهرجان جميلة العربي وأحيا سهرة السبت حفلا بمسرح الكازيف بسيدي فرج، صدح حكيم الأغنية الأمازيغية لونيس آيت منقلات سهرة أوّل أمس بقاعة «الأطلس»، إذ أطرب الحاضرين الذين توافدوا كالسيل للاستمتاع بأجمل الأغاني التي ميّزت مشواره الفني وصنعت منه نجما من نجوم الأغنية القبائلية الذي لا تنتهي مدة صلاحيته. ولج بنا آيت منقلات عالمه الموسيقي الاستثنائي برحلة إلى جبال منطقة القبائل عبر أغنيته «ثيزورار أفي اذورار» ( عقود على الجبال)، حيث صوّر جمال مداشر القبائل المضيئة ليلا وهي مترامية هنا وهناك على سفوح الجبال كما هي عقود الحلي تتلألأ في الأعناق وتتجمّل بها النساء، ليعرج بعد ذلك إلى أغنية عاطفية «أجيغ إيغفلان أوال» (تركت الهموم تتكلم) وهي واحدة من أشهر أغاني الحب التي عرف بها المطرب وقد أداها معه الجمهور بانسجام وحميمية رغم المشكل التقني على مستوى الصوت الذي طرأ في بداية الحفل، لكن سرعان ما تمّ تداركه، وقد أبدا المطرب الكبير انزعاجه لهذا الخطأ. يعدّ آيت منقلات واحدا من المطربين المميّزين بكلامه الساحر وأنغامه المرتّبة، له القدرة على البوح بطريقة لا تخلو من الواقعية من خلال استعمال صور شعرية بالغة القوّة والصراحة، وفي الوقت عينه يزوّد المستمعين بحنكته وحكمته لتكون لهم عونا في مقابلة تكاليف الحياة ومشاكلها، فغنى»لهلاك» (المرض)، «ثلثيام ايلعمريو» (عمري ثلاثة أيام)، «تناذيغ فلام» (أبحث عنكِ)، «أصبر أيوليو»(اصبر يا قلبي)، «أوتساجا» (لا تتركيني)، «أنوفا أنفرح» (دورنا لنسعد) وغيرها من الروائع التي هزّت الجمهور وجعلته تارة يترك مقاعده وتارة أخرى يؤدي معه الأغاني العاطفية والملتزمة. تصاعد ريتم الحفل فجعل الحاضرين يبحثون عن شيء من التهوئة وتساءلوا من جدوى أن يكون لقاعة الأطلس سقف متحرّك بالنظر للتوافد الكبير للجمهور وأجهزة التكييف لم تستطع تلطيف الجوّ، وقد انتاب الإحساس بالحر الشديد خاصة بعد أداء المطرب للأغنية الرياضية الراقصة «جي.أس.كا» فريق كرة القدم المفضّل عند معظم سكان القبائل، ليضطر آيت منقلات مستسمحا الحضور بتغيير ثيابه التي تبلّلت من شدّة العرق. حسب المكلّف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام منظّم الحفل، السيد سمير مفتاح، فإنّ فتح السقف فكرة غير صائبة بحكم الرطوبة العالية التي كانت، وقال أنّ بعض الحاضرين قاموا بإطفاء بعض أجهزة التكييف فأطفأها كلّها ثم عاد وأمر العاملين بإعادة تشغيلها.