أمام المشاركات المخيبة المتتالية لرياضيينا في المنافسات الدولية، نضطر في كثير من الأحيان إلى تكرار أو اجترار بعض الأسئلة حول الأسباب التي تجعل من الرياضة الجزائرية تكتفي بلعب دور ضيف الشرف في هذا الحدث أو ذاك. ورغم تواصل مسلسل الخيبات والفشل، إلا أن الإجابة الشافية عن كل ما يطرح تظل غائبة والسبب في رأينا هو أن المشرفين على الرياضة في الجزائر تنقصهم الجرأة في قول الحقيقة والاعتراف بأنهم فشلوا في وضع استراتيجيات وتصورات وأهداف الممارسة الجزائرية، فهم يصرفون مئات الملايير على تحضير النخبة، لكن كل ما يسخر من أموال يذهب هباءا، لا تجنى منه ثمار، لأن النتائج تأتي عكس التوقعات. لعل في مشاركتنا الهزيلة في أولمبياد لندن، الدليل على أننا لم نستفد من الخيبات السابقة، كبار أبطالنا يخرجون في الأدوار التمهيدية ويرتكبون أخطاء بدائية ثم يشكون ويقولون إننا ضحية سوء التحضير، مع أننا نعلم أن هناك من تدرب باليابان وأن هناك من تدرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهناك من تربص في فرنسا وبولونيا وفي كل مكان من العالم، لكن مع الأسف لم نجد من يشفي غليل الجماهير التي تتساءل ماذا يحدث للرياضة الجزائرية، لماذا يتواصل مسلسل الإخفاقات ومن المسؤول عن ذلك وهل العلة تكمن في غياب الاستراتيجيات أم في ضعف الإطار التقني أم في الرياضي الممارس. قد نجد بعض العذر للسلطات العمومية ممثلة في الوصاية، لأنها على الأقل وفرت الدعم المادي اللازم للتحضير، لكن تراخي هذه الوصاية في محاسبة المقصرين من مسؤولي الاتحاديات والمؤطرين والتقنيين والرياضيين قد يجعلنا نحملها هي الأخرى كامل المسؤولية في ظل تواصل الفشل وغياب استراتيجية تحدد الأولويات والهدف من هذه المشاركات المخيبة لكل الآمال والبعيدة عن الأعراف التي كانت سائدة من قبل. أما بالنسبة للرياضيين فلا عذر لهم لأن تصريحاتهم قبل انطلاق الأولمبياد تشهد عليهم، فهم أجمعوا على أنهم استفادوا من التحضير الجيد وأن أهدافهم تتمثل في تشريف بلادهم، فأين نحن من ذلك يا صورايا حداد وكباب ويا وضاحي والقائمة طويلة، ولماذا انقلبتم على تلك التصريحات وتحاولون إقناعنا بأنكم لم تستفيدوا من التحضير الجيد وأن المسوؤلية تقع على عاتق غيركم. إن غياب الجدية في اختيار النخبة التي تمثل الجزائر في ألعاب لندن، ربما نلمسها في مهزلة جماعة الكرة الطائرة من خلال فضيحة باريس وفي بعض الممارسات التي حدثت أثناء الدورة وما تسرب عن تصرفات من بعض الرياضيين، وهذا يعني أن مسؤولي الاتحاديات باتوا يدفعون بأي كان لتمثيل الجزائر، وعندما نصل إلى هذا المستوى من الانحطاط في التمثيل، فهذا يعني أيضا أننا لا نولي أهمية للتمثيل المشرف، لتصبح المسؤولية جماعية.