تواصلت المعارك الضارية ليلة الجمعة إلى السبت بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة بنظيرتها الأمريكية في مدينة الصدر بالعاصمة بغداد مخلفة المزيد من القتلى· وقال الجيش الأمريكي في بيان أمس ان المواجهات التي شهدتها مدينة الصدر ليلة الجمعة الى السبت خلفت مصرع 14عنصرا من ميليشيا جيش المهدي· وأضاف البيان أن ثلاثة مسلحين لقوا مصرعهم بعد اشتباكات مع جنود عراقيين استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة· والواضح أن الصراع الدامي الذي اندلع فجأة بمدينة الصدر بين هذه الميليشيات والقوات العراقية على خلفية شن الأخيرة لعملية عسكرية قصد تطهير شوارع المدينة من كل مظاهر السلاح قد تطور بعدما اصبحت القوات الأمريكية طرفا رئيسيا في المعارك وهي التي كانت تقدم دعما محدودا لنظيرتها العراقية· والأكثر من ذلك فإن القوات الأمريكية التي أخذت على عاتقها مسؤولية تطهير مدينة الصدر معقل التيار الصدري من كل مظاهر التسلح لجأت الى استخدام الأسلحة الثقيلة لحسم الصراع العسكري مع جيش المهدي بعدما أدركت أن الجيش العراقي غير مؤهل بعد لمواجهة ميلشياته· ويبدو أن هذه الاشتباكات ستستمر على الأقل في المستقبل القريب بعدما توعد الجيش الأمريكي باستخدام كل امكانياته العسكرية للقضاء على عناصر جيش المهدي في مؤشر واضح الى احتدام القبضة بين الجانبين· وقال ستيف ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي أن هذا الأخير سيرد بكل حزم على الهجمات التي تستهدف الجنود الأمريكيين والقوات العراقية والشعب العراقي· غير أن الطائرات الحربية الأمريكية وأثناء شنها لغارات جوية في مدينة الصدر بدعوى القضاء على من تصفهم ب "المجرمين" لم تفرق بين مدني ومسلح· ودليل ذلك استهدافها لمستشفى بمدينة الصدر مما أسفر عن اصابة 20 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وهو ما يدحض ادعاءات المسؤولين العسكريين الأمريكيين بالعمل على حماية أمن الشعب العراقي· وأقر الجيش الأمريكي بشن احدى طائراته الحربية لغارة جوية صباح أمس على المدينة التي اصبحت مسرحا لحرب مفتوحة يجهل مصيرها· وقال أن الغارة استهدفت عناصر مسلحة معروفة وهو نفس التبرير الذي اعتاد على تقديمه في كل مرة يخطئ فيها الهدف ويذهب ضحية عملياته العسكرية أطفال ونساء· كما ألحقت الغارة أضرارا كبيرة ببناية المستشفى الذي يعد أحد أكبر المؤسسات الطبية في مدينة الصدر وخلفت تدمير 17 سيارة اسعاف الى جانب تحطيم النوافذ جراء قوة الانفجار· وأثارت الغارة غضب الفريق الطبي للمستشفى واعتبروها اعتداء امريكيا جديدا يهدف الى تحطيم البنى التحتية للبلاد· وتعيش مدينة الصدر منذ نهاية شهر مارس الماضي على وقع مواجهات ضارية بين ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة بنظيراتها الأمريكية خلفت مصرع 900 شخص معظمهم من المدنيين في حصيلة لاتزال مفتوحة أمام المزيد من القتلى· وكانت هذه المعارك اندلعت في مدينة الصدر على خلفية مواجهات مماثلة شهدتها مدينة البصرة ثاني أكبر المدن العراقية شهر أفريل الماضي على خلفية شن القوات العراقية لعملية "صولة الفرسان" التي تستهدف القضاء على كل مظاهر التسلح· وهي العملية التي اعتبرها جيش المهدي أنها تستهدف عناصره المسلحة ورفض تسليم اسلحته الا لحكومة تكون قادرة على طرد الاحتلال· وقد خلفت هذه المواجهات التي تعد الأعنف من نوعها منذ عام 2004 مصرع مالا يقل عن 1073 شخص معظمهم من المدنيين·