دفع التوتر وحمام الدم في مدينة الصدر شمال شرق العاصمة العراقية الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى دعوة أنصاره والقوات العراقية على حد السواء إلى وقف الاقتتال·وقال مقتدى الصدر في رسالته في خطبة الجمعة بمدينة الصدر معقل التيار الصدري "إنني أدعو إخواني في القوات المسلحة والشرطة العراقية وكذلك إخواني في جيش المهدي إلى وقف الاقتتال وحقن دماء أبناء الشعب العراقي"· وتراجع الزعيم الشيعي عن تهديداته التي أطلقها مؤخرا بشن حرب مفتوحة ضد القوات العراقية المدعومة بنظيرتها الأمريكية إن هي واصلت استهداف عناصر ميليشياته، وقال أنه لن تكون هناك حرب مفتوحة ضد إخواننا العراقيين في إشارة الى الجيش العراقي وإن هي وجدت فستكون موجهة ضد الإحتلال لتحرير العراق· وبعيدا عن لهجة التهديد والوعيد التي ميزت خطاباته دعا الصدر كل الأطراف العراقية إلى نبذ العنف وحل مشاكلهم بالطرق السلمية·وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي لا تزال فيه مدينة الصدر مسرحا لمواجهات دامية بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة بوحدات من الجيش الأمريكي· وخلفت الاشتباكات التي شهدتها هذه المدينة ليلة الخميس إلى الجمعة مصرع 11 شخصا وإصابة 32 آخرين·وقال الجيش الأمريكي في بيان أنه تمكن من القضاء على 10 أشخاص ممن وصفهم بالمجرمين في إشارة إلى عناصر ميليشيا جيش المهدي· ولكن مصادر طبية عراقية أكدت أن من بين القتلى أربعة شيوخ وامرأتان وطفل مما يؤكد أن ضحايا هذه المواجهات أغلبهم من المدنيين· وتعيش مدينة الصدر منذ بدايهة الشهر الجاري على وقع مواجهات عنيفة بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة بنظيرتها الأمريكية خلفت مصرع 383 شخص ومئات الجرحى· وكانت هذه الاشتباكات اندلعت على خلفية مواجهات مماثلة شهدتها البصرة ثاني أكبر المدن العراقية نهاية الشهر الماضي بعد أن أعلنت الحكومة العراقية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في هذه المدينة بهدف تطهيرها من كل مظاهر التسلح· وهي العملية التي اعتبرها جيش المهدي تستهدف ميليشياته ورفض تسليم أسلحته إلا لدولة تكون قادرة على طرد قوات الإحتلال من الأراضي العراقية·