كشف السيد الطيب بلولة رئيس تحرير أول جريدة وطنية بعد الاستقلال أن الحصول على المعلومات ووصول الصحفي لمصادر الخبر في الفترة التي أعقبت الاستقلال كان سهلا وأن هامش الحرية كان كبيرا لدرجة أن المواضيع التي كانت تتناولها جريدة "Le peuple" (الشعب) أزعجت العديد من المسؤولين في السلطة آنذاك بسبب طبيعة التحقيقات والروبورتاجات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تنشرها . وخلال ندوة صحفية عقدها، أمس، بمنتدى جريدة "المجاهد" بمناسبة تكريمه في إطار احتفاليات الجزائر بخمسينية الاستقلال، قال السيد بلولة إن البلاد كانت بحاجة ماسة إلى وسيلة إعلامية مكتوبة بعد الاستقلال تولد مع ولادة الجمهورية التي استرجعت سيادتها وتكون مصدراً للمعلومات للمواطنين في الداخل والخارج لمعرفة أخبار بلادهم. كما أضاف السيد الطيب بلولة أن جريدة "الشعب" التي تم إطلاقها بعد شهرين من الاستقلال كان تحدياً صعباً ومغامرة كبيرة، حيث أوضح أن انعدام مقر لائق للجريدة وقلة الصحفيين الجزائريين ونقص الخبرة كانت من أهم العوائق التي واجهت فكرة إنشاء الجريدة "الشعب". وذكر المتحدث أن توفير المدير العام للجريدة المرحوم صالح الونشي للمقر ساهم كثيراً في إنشاء الجريدة التي انطلقت في 19 سبتمبر 1962 بعدد قليل من الصحفيين والمحررين والتقنيين، مضيفاً أن التحدي الثاني كان في توزيع الجريدة التي استطاعت في أول صدور لها أن تضمن توزيعاً وطنياً وخارجياً إلى فرنسا بالتحديد. وقد عالجت جريدة "الشعب" آنذاك، عدة مواضيع من خلال مقالات وروبرتاجات وتحقيقات مست كل المجالات، كاشفاً أن إدارة الجريدة تلقت عدة مضايقات من قبل مسؤولين كبار في الدولة بسبب المقالات التي كانت تنشرها في الجريدة كشفت خلالها عدة حقائق، كان أبرزها نشر صورة تظهر شرطياً يهم بضرب مواطن بعقب سلاحه، مما يدل -حسب المتحدث- على الهامش الكبير للحرية التي كانت تتمتع بها أول جريدة وطنية بعد الاستقلال. وكشف المتحدث أن الجريدة استطاعت أن تحصل على عدة معلومات كانت سبقاً صحفياً لم تتحصل عليها حتى وسائل الإعلام الأجنبية. وعن واقع الصحافة الجزائرية بعد خمسين سنة من الاستقلال، أشاد رئيس التحرير السابق والمحامي بالإنجازات التي حققتها هذه الأخيرة من أجل الكلمة الحرة، مشيرا إلى أن هامش الحرية في الجزائر لا يوجد في البلدان العربية، متأسفا -في نفس الوقت- على غياب التحقيقات الصحفية في وسائل الإعلام الوطنية. وقد تم -بالمناسبة- تكريم المجاهد والصحفي والمحامي السيد الطيب بلولة من قبل يومية "المجاهد" تقديرا وعرفانا للخدمات الجليلة التي قدمها للصحافة الجزائرية بعد الاستقلال.