تواصل المجموعة الدولية ضغوطاتها على الرئيسين السوداني والجنوب سوداني لحملهما على التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي كل القضايا العالقة بين الجانبين التي بقيت دون تسوية منذ انفصال الجنوب عن شمال السودان قبل أزيد من عام. وجاءت هذه الضغوط عشية اللقاء المرتقب، اليوم، بين الرئيسين عمر البشير وسيلفا كير بالعاصمة الإثيوبية في قمة وصفت بالحاسمة وجعلت الاتحاد الإفريقي وكل المجموعة الدولية يعلقان عليها آمالا كبيرة للخروج بأرضية توافقية تضع حدا للخلافات العالقة بين البلدين. ورحب رئيس المفوضية الإفريقية المنتهية عهدته جون بينغ بعقد هذا اللقاء وشجع الجانبين على التوصل إلى اتفاق. ويأتي لقاء أديس أبابا تزامنا مع انتهاء المهلة التي منحها الاتحاد الإفريقي الذي يشرف على المفاوضات بين الخرطوم وجوبا لاستئناف المحادثات التي فشلت الشهر الماضي في الخروج باتفاق حول ترسيم الحدود ونزع السلاح وتحديد مستقبل منطقة ابيي الغنية بالنفط والتي تبقى محل صراع سيادة عليها بين الدولتين. ودعت الولاياتالمتحدة والنرويج وبريطانيا الخرطوم وجوبا إلى ضرورة التوصل إلى تسوية عاجلة لجميع القضايا العالقة. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير خارجية النرويج اسبن بارث إيدي ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان مشترك، أمس، أن “قمة أديس أبابا تمثل فرصة استثنائية للسودان وجنوب السودان لإظهار الالتزام المشترك بالسلام نيابة عن شعبيهما”. ودعت الدول الثلاث المعروفة باسم “ترويكا السودان” حكومتي البلدين إلى “التوصل بشكل عاجل إلى اتفاق نهائي بشأن جميع القضايا العالقة”، وكان الاتحاد الإفريقي قد حدد تاريخ 22 سبتمبر الجاري موعدا لتوصل البلدين إلى اتفاق. واستأنفت المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بداية الشهر الجاري وتركزت على قضايا النفط وترسيم الحدود ومنطقة ابيي المتنازع عليها بعد أن أسفرت شهر أوت الماضي عن حل للخلاف النفطي بين البلدين. ويأتي هذا الانفراج بعد توتر ومواجهات عسكرية على طول الحدود بين البلدين شهري مارس وأفريل الماضيين كادت أن تتحول إلى جرب مفتوحة، مما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى إصدار اللائحة 2046 أمر من خلالها العاصمتين إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية برعاية الاتحاد الإفريقي الذي يشرف على العملية التفاوضية.