كتبت أكثر من مرة خلال سنوات خلت شاكرا مواقف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بخصوص عدة قضايا سياسية وثقافية تهمنا نحن العرب، وقد تساءلت أكثر من مرة قائلا : " هل أصبح شافيز عربيا أكثر من الحكام العرب " ؟ وهذا على خلفية مواقفه المعادية للموقف الأمريكي تجاه العرب، بدء بالحصار الأمريكي على العراق وقيام شافيز بزيارة للرئيس الراحل صدام حسين في بغداد، ثم موقفه من احتلال العراق، ومن تفرد أمريكا بقيادة العالم، وكذلك موقفه الرافض للعولمة ، وتصريحاته التهكمية في الجمعية العام للأمم المتحدة حول الرئيس الأمريكي جورج بوش، ومؤخرا موقفه المعارض للعدوان على غزة، وطرده سفير إسرائيل من كاراكاس، وهي مواقف لم يتجرأ القادة العرب على اتخاذها. حتى في المجال الإقتصادي يرجع الفضل لقمة كاراكاس في استقرار أسعار النفط باعتماد المرجعية المعروفة 22 – 28 دولار. أي كلما نزل البترول دون 22 دولار يجب تقليص الضخ، وكلما ارتفع فوق ذلك لأسباب اقتصادية يجب زيادة الإنتاج. خلالها ألقى شافاز خطابا أوضح فيه : " أن سعر برميل كوكا كولا أغلى من سعر برميل من النفط ". وشافيز اشتراكي وبوليفاري ، أي ينسب نفسه لزعيم أمريكا اللاتينية سيمون بوليفار، ويقول أن ثورته هي بنت بوليفار ، لذلك يلقب بهوغو شافيز البوليفاري. الآن هوغو شافيز أقدم على تعديل الدستور ليتمكن من البقاء في الحكم لولاية ثالثة مدتها ستة سنوات بدء من عام 2012 . وبذلك يكون قد أثبت من زاوية أخرى أنه عربي مثل الحكام العرب، مع بعض الفروقات الطفيفة. فمن الناحية المبدئية يأتي تعديل الدستور في سياق اعتبار أن الشعب هو مصدر السلطة ولا يجوز لأي قانون بما في ذلك الدستور أن يصادر حق الشعب في اختيار من يحكمه. أما القضية الثانية فإن شافيز اتجه توجها اشتراكيا ملتحما بالطبقة الشعبية في فنزويلا، لذلك التحمت به هذه الطبقة وناصرته ، حتى أنه في عام 2002 وقع انقلاب عسكري على شافيز ، اتهمت أمريكا بالتورط فيه، فخرج الشعب إلى الشارع ، وأعاد هوغو شافيز إلى الحكم في أقل من 24 ساعة. أما القضية الثالثة فإن شافيز وافق له البرلمان على تعديل دستوري يسمح له بولاية ثالثة، بينما جاءت نتائج استفتائي شعبي رافضة للتعديل قبل ذلك، وأصر شافيز على إعادة استفاء الشعب في هذه القضية، وجاءت النتائج لصالحه خلال الإستفتاء الذي جرى مطلع الأسبوع الجاري، بفارق خمسة بالمئة، حيث صوت لصالحه 54.6 بالمئة. وإذا انتخب شافيز بعد 2012 سيصبح مثل الحكام العرب ، أي رئيسا مدى الحياة، اللهم إلا إذا كانت الإنتخابات شفافة وديمقراطية، حينها فإن الشعب – بإذن الله - هو السيد يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.