أطلقت جمعيات مساعدة مرضى السرطان بداية أكتوبر الجاري، واحدة من أوسع حملات التوعية بمرض سرطان الثدي في الجزائر، وقد نسقت الجمعيات جهودها مع الجهات المختصة لتستمر الحملة 31 يوما، حيث تم اختيار هذا الشهر ليكون بشكل تام وكامل للتوعية بسرطان الثدي في الجزائر التي تسجل 10 آلاف حالة إصابة جديدة بهذا النوع من السرطان كل سنة. تستهدف هذه الحملات جميع النساء على المستوى الوطني، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من مستويات متدنية من الوعي الصحي، حيث سطرت نشاطات يومية وأسبوعية تهدف إلى تثقيف النساء والأسر عموما حول الوقاية من سرطان الثدي، من خلال الكشف المبكر والفحوص الدورية المنتظمة. ويتوقع الخبراء أن تساهم عمليات الكشف الجماعي عن سرطان الثدي، في تكفل أفضل بهذا النوع من المرض تفاديا لتعقيداته من جهة وتخفيض تكاليف العلاج من جهة أخرى. وتنطلق اليوم حملة التشخيص المبكر لسرطان الثدي لجمعية نور الضحى بمناسبة إحياء شهر الأممالمتحدة لمكافحة سرطان الثدي الذي يصادف شهر أكتوبر من كل سنة، وحسب تصريح رئيسة الجمعية السيدة سامية قاسمي ل«المساء»، فإن قافلة الوقاية هذه ستجوب المناطق الجنوبية للوطن على غرار رقان والقرارة وغرداية، حيث يقوم الطاقم المكلف بتوعية السيدات من خلال معرفة المزيد عن سرطان الثدي وعن وسائل الكشف المبكر، بالإضافة إلى اتباع أسلوب حياة صحي لخفض مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي. وتقوم الحملات على أساس تنظيم عدد من الأنشطة طيلة شهر أكتوبر بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية لمكافحة سرطان الثدي. ويعد أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي على المستوى الدولي، ولذلك يتم إقامة حملات للتوعية بالمرض وجمع التبرعات في هذا الشهر من كل عام في جميع أنحاء العالم. في الجزائر، تنظم قافلات تجوب مناطق من الوطن تشرف عليها جمعيات متخصصة، منها جمعيتا «الأمل» و«نور الضحى» و«البدر» التي بادرت بالعمل المنسق مع الشركة الجزائرية للتصوير بالأشعة، وكذا مختلف مراكز التصوير بالأشعة الخاصة والمجهزة لإجراء الأشعة الخاصة بسرطان الثدي بأسعار معقولة لفائدة النساء اللواتي يتقدمن لإجراء فحص الماموغرافي طيلة الشهر الجاري، في الوقت الذي بادرت جمعية الأمل حسب رئيستها حميدة كتّاب بإجراء فحوصات الماموغرافي المتخصصة، وذلك عن طريق شاحنة مجهزة بجهاز الماموغرام تم اقتناؤها بمساعدة المتعامل العمومي للهاتف النقال موبيلس، والهدف طبعا الكشف المبكر عن سرطان الثدي ل40 امرأة يوميا تتراوح أعمارهن بين 40 و60 سنة في الولايات مقصد القافلة التي انطلقت بالفعل مطلع الشهر الجاري، بمساعدة مختصين من المؤسسة الاستشفائية بيار وماري وكوري. وتذكر محدثات «المساء» من جمعيات مكافحة السرطان، ان القراءة الأولى لنتائج الماموغرافي تتم بعين المكان في حين يقوم الخبراء بالمؤسسة الاستشفائية لبيار وماري كوري بقراءة ثانية عن طريق الطب عن بعد (تيلي مِدْسين) للتحقق من نتائج الكشف ونجاعته، كما تساهم هذه الحملات بتكوين متواصل للأطباء في مجال طب النساء وحتى بالنسبة للطاقم شبه الطبي على السواء. وتسجل بالجزائر سنويا 10 آلاف حالة إصابة جديدة بهذا النوع من السرطان الذي يأتي في مقدمة أسباب الوفيات عند المرأة، نتيجة غياب الكشف المبكر عنه من جهة، والتقدم إلى العلاج بعد بلوغ المرض مراحله الأخيرة. وتتوزع العوامل المتسببة في سرطان الثدي بين اعتبارات وراثية وأسباب هرمونية، وعدم الإنجاب أو الإنجاب المتأخر والسمنة المفرطة وتناول الأغذية الغنية بالدهون والملح والسكر، إضافة إلى التدخين. ويقدر المختصون التكفل بالحالة الواحدة من سرطان الثدي في مراحله المتقدمة ب 6 ملايين دج، في حين تبلغ تكاليف التكفل بالمرض في مرحلته الأولى 300 ألف دج. مشيرا إلى استفادة المرضى من بعض أنواع الأدوية المبتكرة التي تصل تكلفتها مليونين ونصف دينار.جدير بالإشارة، ان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي كان سباقا لمثل هذه العمليات، حيث ساهم منذ سنتين في الكشف المبكر عن سرطان الثدي لفائدة أزيد من 30 ألف مؤمنة اجتماعيا بالغات من العمر 40 سنة وما فوق.