ساهمت الحملات الإعلامية التحسيسية والحديث المتواصل مؤخرا، عن ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، بالإضافة إلى الأرقام والإحصائيات والشروحات المكثفة والعميقة التي تم طرحها حول الموضوع، في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، في زيادة وعي الكثير من السيدات حول هذا المرض القاتل وكذا ضرورة الكشف عنه مبكرا، لأجل التمكن من علاجه في الوقت المناسب، كما شكل الحديث عن هذا الموضوع محورا لأحاديث الكثير من السيدات في مختلف المرافق، ومختلف تجمعاتهم واجتماعاتهم، في المنازل، أو أثناء الزيارات العائلية، وحتى في الحمامات وصالونات الحلاقة وغيرها، حيث تبادلت الكثيرات النصائح والتوجيهات والإرشادات حول المرض، وضرورة التوجه إلى العيادات المختصة لإجراء فحص الأشعة الخاص به والمعروف ب"الماموغرافي"، خاصة وان التكاليف الخاصة بفحوص الكشف عن سرطان الثدي قد عرفت انخفاضا محسوسا خلال شهر أكتوبر الجاري تماشيا والحملة التحسيسية التي أطلقت خلاله. وتشيرالاحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر تضاعفت ب5 مرات في أقل من عشرين سنة، مما جعل هذا المرض بالذات الأول في قائمة السرطانات في البلاد بإحصاء 9 آلاف حالة جديدة سنويا ضمن قرابة 40 ألف حالة جديدة تخص كافة الأمراض. ويدعو المختصون جميع النساء اللواتي يتراوح سنهن ما بين 40 إلى 45 سنة فما فوق، إلى ضرورة إجراء الفحص المبكر عن سرطان الثدي، مرة كل سنتين، وهو ما ساهم في زيادة الوعي بخطورة هذا المرض وضرورة الكشف عنه، خاصة وان كثيرا من السيدات المصابات بهذا المرض، لم يكتشفن وجوده إلا في مراحله النهائية، ما يجعل العلاج بعد ذلك متعذراً، وعليه فقد تفطنت الكثيرات إلى ذلك، ما دفع بالبعض منه إلى إطلاق حملات تحسيسية مصغرة داخل أسرهن أو بين صديقاتهن وجاراتهن، لأجل التوعية والتحسيس بالمرض، والدعوة إلى التوجه إلى مختلف المراكز العلاجية والاستشفائية والعيادات الطبية لإجراء فحص الكشف عنه، وهي الخطوة التي قامت بها إحدى السيدات من مدينة مفتاح التي تتمتع بمستوى دراسي مقبول، جعلها تدرك أهمية وخطورة المرض، خاصة وأنها تعدت الأربعين، فاتجهت مباشرة إلى إحدى العيادات المتخصصة بالعاصمة للكشف عنه، ومع أن نتائجها كانت سليمة، إلا أن ذلك لم يمنعها من إطلاق "حملتها التوعوية" في أوساط شقيقاتها خاصة اللواتي تجاوزن ال45 سنة، حيث قالت أنها اجتمعت بهن واحدة واحدة وألحت عليهن بضرورة التوجه إلى الفحص، بعد أن شرحت لهن كل المعطيات المتعلقة بهذا المرض الخطير الذي فتك بالكثير من السيدات، مضيفة أن التحسيس بذلك لا يقتصر على هيئة معينة أو جمعية معينة لوحدها، وإنما ينبغي أن يمس كافة الفئات، وعلى كل السيدات أن يتجندن لمكافحته، وساهمت حملتها التحسيسية العائلية في إعطاء نتائج مبهرة، بدفع كافة شقيقاتها وكذا بعض من جاراتها إلى إجراء الفحص، خاصة وأنهن كن يعرفن كثيرا من القريبات ممن توفين بهذا المرض الخطير. وتجدر الإشارة إلى أن درجة الإقبال على العيادات المتخصصة للكشف عن سرطان الثدي قد عرفت إقبالا كبيرا خلال شهر أكتوبر خاصة بعد الحملة التضامنية الواسعة التي بادرت إليها جمعية ''البدر'' بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للتصوير بالأشعة الطبية بالبليدة لفائدة النساء اللائي بلغن سن الأربعين، لتحسيسهن بأهمية إجراء الأشعة الخاصة بسرطان الثدي والتي تسمح باكتشاف المرض مبكرا في حالة وجوده، خاصة بعد أن عمدت المراكز الخاصة إلى تخفيض أسعارها خلال هذا الشهر الذي يعد شهر محاربة سرطان الثدي، هذا فيما أبدت بعض السيدات استحسانهن الكبير للمبادرة ورغبتهن في أن تبقى الحملة متواصلة على مدار السنة، خصوصا وان الأسعار الخاصة بالفحص قبل تخفيضها خلال الشهر الجاري، لا تناسب كثيرا من السيدات سيما المنتميات إلى طبقات بسيطة أو فقيرة، ما يجعلهن الأكثر عرضة لخطر الفتك بهن من طرف هذا المرض القاتل.