دخل فيلم “حراقة بلوز” للمخرج موسى حداد أول أمس، المنافسة على جائزة “الؤلؤة السوداء”بمهرجان ابوظبي السينمائي في فئة الأفلام الروائية الطويلة، التي يتنافس فيها 14 فيلما، بحضور المخرج وأعضاء من الطاقم الفني والتقني. يعالج موسى حداد في هذا العمل قضية الهجرة غير الشرعية من خلال قصة شابين من “الحراقة” (أو المهاجرين) هما الجزائريان زين وريان اللذان يحلمان بالوصول إلى (الإلدورادو) التي تشكل بالنسبة إليهما شمال البحر المتوسط. وقد اختار المخرج هذه المرة أيضا التعامل مع طاقم من الشباب، حيث أسندت الأدوار الرئيسية لوجوه جديدة مثل كريم حمزاوي وزكريا رمضان والفنانة الصاعدة منى بوعلام، إلى جانب أسماء معروفة مثل بهية راشدي واحمد بن عيسى ورانية سيروتي. وعرض أمس الفيلم الجزائري الثاني المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة “عطور الجزائر “ للمخرج رشيد بن حاج، الذي قدم عرضه الأولي بالجزائر العاصمة يوم الخميس الماضي. يتناول هذا الفيلم، الذي سيمر مخرجه والممثلون عند عرضه على السجادة الحمراء للمهرجان، مأساة أسرة جزائرية من خلال وضع المرأة في المجتمع، ويثير المخرج على خلفية ذلك، العديد من القضايا التي ميزت تلك الحقبة. وسيعرض بعد غد أيضا الفيلمان القصيران المشاركان في المسابقة الخاصة بهذا النوع، وهما “حابسين” لصوفيا جامة و«الجزيرة” لأمين سيدي بومدين. كما يتميز الحضور الجزائري أيضا بوجود مخرجين في لجنتي تحكيم هما صافيناز بوصبية في لجنة مسابقة الأفلام الطويلة وكريم طريدية رئيس لجنة مسابقة الأفلام القصيرة. ويرى النقاد أن الطبعة السادسة من المهرجان، أولت للسينما العربية اهتماما خاصا، لاسيما السينما المغاربية التي تشارك ب 3 أفلام في المسابقة الخاصة بالإنتاج الروائي الطويل، حيث إلى جانب الفيلمين الجزائريين، هناك فيلم “مانموتش” للتونسي نوري بوزيد، إضافة الى أعمال أخرى سواء في المسابقة الخاصة بالأفلام القصيرة او الأشرطة الوثائقية. كما يضع هؤلاء النقاد تكريم الطبعة السادسة من المهرجان للسينما الجزائرية، بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، ضمن هذا الاهتمام الرامي إلى إبراز القيمة الفكرية لهذه السينما، لذا يحتفل المهرجان بالسينما الجزائرية ضيف شرف الدورة ويقيم عروضا لأفلام تعد علامة بارزة في مسار السينما الجزائرية. وقد لقيت هذه الأعمال التي أنتجت في مراحل مختلفة بعد الاستقلال، نجاحا كبيرا في المهرجانات والمحافل الدولية وأحرزت عدة جوائز، منها “السعفة الذهبية” أعلى جائزة يمنحها مهرجان “كان” عن فيلم “وقائع سنين الجمر” الذي برمج في إطار هذه الاحتفائية.