يقام بمدينة تيبازة معرض حول العلم الوطني يضم نحو 20 لوحة من إمضاء الفنانة الرسامة صليحة امكراز تبجيلا للراية الوطنية وإكراما لسيدات الجزائر اللآئي سهرن الليالي يخطن العلم على ضوء الشموع وخفية عن عيون الاستعمار المتربصة. كما يدخل هذا المعرض في إطار إحياء ذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961 وكذا للاحتفال بالذكرى ال 50 لعيد الاستقلال الوطني. ولا تزال هذه الفنانة بعد مضي خمسين سنة تحتفظ بذكريات الصبا التي تذكرها بتلك النساء اللاتي قمن بخياطة الراية الوطنية، التي حملتها مظاهرات الشعب الجزائري عبر شوارع المدن والقرى في مطالبته باستقلال وطنه والتي تعلق اليوم على شرفات البيوت والمنازل عند الاحتفال بالأعياد الوطنية ومختلف المناسبات. وإكراما لصانعات الراية الوطنية وللعمل الوطني، اختارت الفنانة صليحة أمكراز إقامة هذا المعرض الذي يضم نحو 20 لوحة. ويتضمن المعرض لوحة "الفستان الرمز" تكريما للمرأة التي شاركت في كل المعارك الوطنية. للتذكير، فإن أول راية جزائرية صنعتها أنامل امرأة هي زوجة الأب الروحي للثورة الجزائرية الراحل مصالي الحاج. كما أن هناك لوحة "الشجرة الرمز" وهي لوحة تحتوي على خيوط تحمل جملا والتي ترمز إلى "أول نوفمبر والوطن الذي تمتد جذوره ويعبر عن الحياة التي تجمع بين الأرض والسماء"، وهناك لوحة "النجمة والهلال" التي طالما رفرفت عبر المدن وفوق قمم الجبال. وأوضحت الفنانة صليحة امكراز ل "وأج" أن مجموعة اللوحات التي أنجزتها هذا العام بمناسبة خمسينية الاستقلال وذكرى الثورة التحريرية التي عايشت أحداثها تم رسمها باستعمال الحبر الصيني وألوان "أكريليك"، التي تمكنها من التعبير عن شعورها العميق لدى ذكر مختلف هذه الأحداث التي طبعت حياتها كفنانة. وتقول هذه الفنانة وعيناها قد فاضت بالدموع إن لوحة "الفستان الرمز" هي بمثابة تكريم قوي "لأمهاتنا وجداتنا اللواتي قمن على ضوء الشموع بخياطة آلاف الرايات الجزائرية وهن يرددن النشيد الوطني". وترمز لوحة "الفستان الوردي" الموجودة بالمعرض -حسب توضيحات الفنانة- إلى "خلية يتدفق منها الدم" تعبيرا عن "تضحيات جداتنا وأمهاتنا وخالاتنا وبنات العم اللاتي ضحين بحياتهن من أجل أن تعيش الجزائر حرة". وهناك أيضا لوحة "الفستان الأزرق" التي هي بمثابة "سيمفونيا" ترمز إلى النشيد الوطني والأناشيد الثورية التي -تقول الفنانة- "لا يزال وقعها يدوي في ذاكرتي والتي كان والدي يلقنها لي وأنا طفلة صغيرة ويجعلني أرددها بأعلى صوتي" دون أن تنسى "الزغاريد المنبعثة من آلاف الحناجر النسوية من أجل استمرار النور والحياة والسرور". وتتواصل الرحلة عبر هذا المعرض، الذي يروي تاريخ الجزائر بلوحة تحمل عنوان "نجمة" والتي ترمز إلى الجزائر الحرة والسيدة، وهناك لوحة "حديقة الشيخ الجليل" التي تعد تكريما وإجلالا للأجداد. كما يقترح معرض الفنانة صليحة امكراز، التي أنجزت لغاية اليوم مئات اللوحات باستعمال ألوان "الأكريليك" والحبر سلسلة من الأعمال الفنية المخصصة للسمك للتذكير بانتمائها لمنطقة تيبازة. كما تحتل النباتات والحيوانات التي تعيش بالمنطقة مكانة لا بأس بها ضمن 24 لوحة تم إنجازها منذ سنة 2009 من طرف هذه الفنانة. والفنانة صليحة امكراز، التي تمارس فن الرسم منذ 1970 سبق لها وأن شاركت في العديد من المعارض بالجزائر وخارجها، كما تعد شاعرة معروفة، حيث أصدرت عدة مجموعات شعرية من بينها مجموعة مهداة لمنطقة شنوة بعنوان "ثلة" (المنبع) التي تستلهم منها إنجازاتها الفنية. (وأ)