دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، الفلاحين والموالين للاستفادة من الخبرات الأجنبية مع إدماج التكنولوجيات الحديثة والمكننة المتطورة للرفع من قدرات الإنتاج، خاصة وأن القطاع الفلاحي تحول في الفترة الأخيرة إلى قطاع اقتصادي تشترك فيه العديد من القطاعات الصناعية، مشيرا إلى أن وسائل الإنتاج العصرية ستحل إشكالية اليد العاملة في مجال جني المحصول مستقبلا. وأشار وزير القطاع خلال إشرافه، أول أمس، على افتتاح الطبعة الثامنة للصالون الدولي للفلاحة "أغروا اكسبوا فلاحة" أن الطلب على المكننة الفلاحية ما فتئ يتزايد، والدليل على ذلك حرص المشاركين من الشركات الوطنية والدولية على عرض آخر الابتكارات في هذا المجال، في الوقت الذي يسجل فيه سنويا بيع كل الوحدات المعروضة في الصالونات مباشرة بعد انتهاء العرض، وحرص الوزير الذي كان برفقة كل من وزير الموارد المائية حسين نسيب والتجارة مصطفى بن بادة على تشجيع العارضين والمهنيين على الاحتكاك بالتجارب الأجنبية للاستفادة منها خاصة في مجال تربية الدجاج، الرفع من مردود الإنتاج عبر تقنيات متطورة، مع ضرورة الحفاظ على طابع المنتوج الفلاحي الجزائري المعروف عنه انه طبيعي ولا يتم إدخال تقنيات التعديل الجيني عليه. وخلال تفقد الوفد الوزاري أجنحة الصالون الذي تميز هذه السنة بمشاركة قوية للشركات الأجنبية من 15 بلدا توقف مطولا عند العارضين الذين فضلوا عرض العديد من الحلول الصناعية لحل إشكالية جني المحصول والحفاظ على نوعيته، منها آلات جني الزيتون التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المهنيين بالنظر إلى سهولة استغلالها، بالإضافة إلى شركات تسويق الأسمدة والبذور التي تعمل على توفير أجود المنتجات في السوق الوطنية، خاصة وأن طلبات المهنيين ارتفعت في الفترة الأخيرة وهم يطالبون دوما بالجديد، وهي المؤشرات التي قال عنها ممثل الحكومة «أنها تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن مخطط التجديد الريفي حقق أهدافه والرهان اليوم هو كسب أراض فلاحية جديدة للرفع من قدرات الإنتاج"، مشيرا إلى أن كل المخططات التي أطلقتها الوزارة منذ سنة 2001 بدأت تعطي ثمارها على الرغم من أن هامش التطور لا زال كبيرا، مستدلا في حديثه بارتفاع قيمة الإنتاج الفلاحي من 1696مليار دج خلال الموسم الفلاحي 2011-2010 إلى 2211 مليار دج خلال حملة 2011-2012 وهو ما يعادل 30 مليار دولار. من جهته، وعد وزير الموارد المائية حسين نسيب بتوفير قطاعه جميع الموارد الضرورية لمرافقة مسار تطوير الفلاحة خاصة وأن "القطاعين يعملان بالتعاون الوطيد لتحقيق هدف 6ر1 مليون هكتار من المساحات المسقية في حدود 2014"، بالمقابل دعا الوزير المهنيين في القطاع الفلاحي إلى العقلنة في استغلال الموارد المائية مع تشجيع الفلاحين على استغلال المياه المطهرة التي يمكن لها المساهمة في رفع الإنتاج خاصة وأنها تضم العديد من الأملاح الضرورية لخصوبة التربة، كما أن الطين المستخرج من محطات التطهير من شأنه أن يكون أسمدة فعالة للرفع من مردود الإنتاج، والديوان اليوم يوزعها مجانا على كل الفلاحين، مع العلم أن وزارة الموارد المائية تطمح للرفع من قيمة إنتاج المياه المعالجة إلى مليار متر مكعب سنويا في حدود 2014. ويذكر أن الصالون الذي تنظمه مجموعة التفكير "فلاحة اينوف" بالتنسيق مع شركة التصدير والمعارض "سافكس" والذي سيمتد إلى غاية يوم الأحد المقبل يشهد مشاركة 250 شركة بين وطنية وأجنبية على مساحة 10 آلاف متر مكعب، حيث خصص أكثر من 3 آلاف متر للمكننة والعتاد الفلاحي من جرارات، حاصدات وآلات للجني الخاصة بالبطاطا والطماطم والزيتون، وسيتخلل العرض تنظيم ندوات ولقاءات بين المهنيين، وبما أن تونس اختيرت هذه السنة لتكون ضيفة شرف الطبعة التي تزامنت مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال سيتم التوقيع على اتفاقيات تعاون بين هيئات ومهنيين جزائريين ونظرائهم من تونس.