أكد الخبراء والمختصون من إعلاميين وممثلين لمنظمة حقوق الانسان على هامش اليوم التحسيسي الذي نظمته الإذاعة الوطنية بالاشتراك مع مكتب منظمة اليونسيف في الجزائر، ممثلا في شخص السيدة كاتيا مرينو في إطار الاحتفال بالذكرى 23 لمصادقة الأممالمتحدة على معاهدة حقوق الطفل أمس، على الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في ترقية وتجسيد اتفاقية حقوق الطفل والحفاظ عليها، وكذا ابراز الانتهاكات المرتكبة ضده في الأسرة والمجتمع، وتوفير الحماية القانونية التي تضمنها الاتفاقية، وقد حضر هذا اليوم التحسيسي عميد الشرطة خيرة مسعودان، كما شهد هذا اليوم أيضا تكريمات لوجوه إعلامية شاركت بالقلم والميكروفون والوزير السابق لمين بشيشي . تدخلات الخبراء كانت ثرية جدا وحملت العديد من المحاور والأسئلة الجوهرية الهامة التي لابد من الانطلاق منها لإرساء ثقافة إعلامية ترعى شؤون الطفل وتحتضن قضاياه خاصة أمام الواقع المرير الذي يفرض أرقاما تدعوللقلق وإعادة النظر حيث أشارت عميد الشرطة السيدة خيرة مسعودان في مداخلتها” كيف نحمي الطفل من العنف في وسائل الإعلام” إلى أن الأشهر العشر من السنة الجارية ثم تسجيل 6600حالة طفل ارتكبوا جنحا على المستوى الوطني حيث جاءت قضايا السرقة في المقام الأول، أما حالات العنف فقد جاءت في المقام الثاني ب5000 طفل ضحية عنف لحوالي 2900 حالة عنف جسدي و1400ضحية عنف جنسي، في حين تم التكفل ب 2800 طفل في حالة خطر معنوي عبر المدن أي أطفال الشوارع وأشارت السيدة مسعودان إلى أن الجزائر لديها 50 فرقة مختصة في حماية الطفولة موزعة على التراب الوطني متكونة ومختصة في هذا المجال حيث استفادت من التكوين داخل وخارج الوطن، وأعابت تضخيم المعلومة من طرف بعض وسائل الإعلام التي تسببت في خلق حالة من الهلع وسط الأهالي. كما شددت على أن الجزائر كانت سباقة في الشق المتعلق بحقوق الطفل حيث بدأته باحتشام سنة 1982. وشدد الخبراء على جملة من الأسئلة التي حملت في جوهرها أجوبة تعكس مدى ثقل المسؤولية على رجال الإعلام، على غرار الأستاذ سعيد شبين أخصائي في الاتصال الذي تطرق إلى دور الإعلام في التعريف بالاتفاقية، ونبه إلى ضرورة عرض حصص تلفزيونية وإذاعية منشطة من طرف الأطفال أنفسهم، كما قدم إحصائيات تشير إلى أن 25 بالمائة من الأطفال أقل من 5 سنوات يموتون لأسباب صحية أوبسبب حوادث المرور التي تحصد الأرواح يوميا، ونوه هنا بالحماية التي قدمتها الدولة للأطفال أمام المؤسسات التربوية . في حين اختار الأستاذ عاشور فني خبير في الاتصال أن تحمل مداخلته محاور عديدة منها أهمية إظهار وضعية الأطفال في وسائل الإعلام، ووضع ثقافة الحقوق وكيفية طرح قضايا الأطفال .وشدد على ضرورة قيام المؤسسات باحترام بنود الاتفاقية خاصة أن القانون والدستور الجزائريين يكفلان هاته الحقوق، مع ضرورة حمل الصحفي لهذه الأمانة الثقيلة على كتفه . وتطرقت السيدة دوريا مرابطين مختصة في حماية الطفولة بمكتب اليونسيف بالجزائر إلى دور وسائل الإعلام في المحيط الحمائي. ومن جهته أشار السيد نور الدين بن براهم قائد الكشافة الإسلامية الجزائرية في حديثه ل« المساء” إلى الدور الريادي والهام الذي لعبته الجزائر منذ عام 1962 الى يومنا هذا والمتمثل في الانجازات المميزة في شتى المجالات، وكذا التحديات الجديدة التي تحتاج لإدماج عناصر جديدة بغرض حماية الطفل الجزائري بالتفاعل مع الشق المجتمعي المتمثل في البيت، الأسرة، المدرسة والذي يعتبر فضاء ساكت أوطاقة غير فاعلة مما يستدعي رفع درجة الوعي وتشجيع المجتمع المدني. اليوم التحسيسي شهد تكريمات لوجوه إعلامية من الصحافة المكتوبة والإذاعة الوطنية حيث تم تكريم السيد فريد طوالبي مدير التعاون والعلاقات الدولية بالإذاعة، والذي أشار إلىأن 57 إذاعة ترعى هذا الجانب عبر الوطن، كما تحصلت المذيعة فتيحة زايدي من عنابة على جائزة لموضوع “ إسعاف طارئ” الذي تطرقت من خلاله لموضوع حقوق الطفل. الصحفية وافية عودان من جريدة لكسبرسيون التي حصلت على الجائزة لموضوعها “ أطفال الخبز” أكدت ل« المساء” أنها كتبت الموضوع بمرارة بعدما تعلقت عيون طفل صغير في التاسعة من عمره بجسم هزيل في الخامسة ينظر إليها في قلب رمضان الفارط حيث كان أترابه يستمتعون بزرقة البحر، في حين كان هوصائما يسعى لمساعدة أسرته. كما تم تكريم صاحب الحديقة الساحرة الوزير السابق لمين بشيش الذي شكر بدوره كل الإعلاميين المدافعين عن حقوق الطفل، ولم ينس التعريج على الجرح العربي أبناء غزة الذين تحصد أرواحهم يوميا تحت القصف.