توجت زيارة رئيس حكومة الجمهورية التونسية، السيد حمادي الجبالي، إلى الجزائر يومي 2 و3 ديسمبر 2012 ببيان مشترك، هذا نصه الكامل: تجسيدا للروابط التاريخية القائمة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والجمهورية التونسية الشقيقة وتلبية لدعوة كريمة من السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول، قام السيد حمادي الجبالي، رئيس الحكومة بالجمهورية التونسية الشقيقة، بزيارة رسمية للجزائر يومي 02 و03 ديسمبر 2012 رفقة وفد وزاري واقتصادي هام. وخلال إقامته بالجزائر، حظي السيد حمادي الجبالي بمقابلة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث نقل إليه تحيات وتقدير أخيه فخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي. كما حمّل فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، السيد حمادي الجبالي تحياته ومشاعر امتنانه لأخيه فخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي وتمنياته للشعب التونسي الشقيق اطراد التقدم والازدهار. كما استقبل السيد حمادي الجبالي من طرف السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، ومن قبل السيد محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، اللذين أكدا له عزم الجزائر الراسخ على الارتقاء بالعلاقات التونسية-الجزائرية إلى أسمى المراتب بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وفي جو سادته روح المودة والتفاهم، أجرى السيد حمادي الجبالي مباحثات مع السيد عبد المالك سلال بحضور وفدي البلدين، تناولت مسيرة علاقات التعاون الثنائي المثمر القائم بين الجزائروتونس والسبل الكفيلة لدعمه وتعزيزه في مختلف المجالات، مؤكدين عزمهما على الارتقاء به لأفضل المراتب. وبالمناسبة، أشاد السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول، بالخطوات التي قطعتها تونس لإنجاز تحولها الديمقراطي وبناء مؤسساتها الدستورية بما يحقق طموحات وآمال الشعب التونسي الشقيق في الحرية والديمقراطية والتنمية والازدهار. من جانبه، أكد السيد حمادي الجبالي الإرادة السياسية القوية التي تحدو الجانب التونسي للارتقاء بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين إلى مستوى شراكة استراتيجية تجسد طموحات الشعبين الشقيقين إلى مزيد من التضامن والرخاء المشترك. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج التي توصلت إليها لجنة التشاور السياسي في دورتها السابعة المنعقدة بتونس يومي 27 و28 نوفمبر الماضي وأكدا على أهمية تنفيذ توصيات الدورة السادسة عشرة للجنة المتابعة الجزائرية-التونسية المنعقدة بالجزائر يومي 11 و 12 افريل الماضي تحضيرا للدورة ال 19 للجنة المشتركة الكبرى المزمع عقدها بتونس خلال الثلاثي الأول من سنة 2013. ونوه الجانبان بالطفرة النوعية التي سجلها التعاون الثنائي وما شهدته العلاقات التجارية من تطور هام في حجم المبادلات التجارية ودعيا المتعاملين الاقتصاديين في كلا البلدين إلى تجسيد الإرادة السياسية لقادة البلدين واستغلال فرص الاستثمار المتاحة للمساهمة بفعالية في إنجاز المشاريع المسطرة بالبلدين وتنمية المبادلات التجارية بينهما، كما نوه الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الجهات المختصة ودعيا إلى دعمه وتكثيفه لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والتهريب. ولإضفاء المزيد من الفعالية على الآليات، التي تؤطر التعاون الثنائي بين البلدين، عبر الجانبان عن استعدادهما لمواصلة التشاور حول كيفية تنظيم عمل هياكل وآليات التعاون في أفق تحسينه والرفع من أدائه. وسجل الجانبان بارتياح توصلهما لوضع مشروع ورقة طريق مشتركة لتنمية المناطق الحدودية واتفاقهما على رؤية استشرافية مشتركة لتطوير التعاون الثنائي وتوسيع آفاقه المستقبلية سيتم عرضهما على الدورة المقبلة للجنة الكبرى بين البلدين. وثمن الجانبان الخطوات التي تمت لاستكمال إجراءات المصادقة على ملاحق البروتوكول المتعلق بقواعد المنشأ للاتفاق التفاضلي التجاري الموقع بين البلدين، مما سيسمح بدخوله حيز التنفيذ وفتح آفاق جديدة للشراكة والاستثمار بين البلدين. ودعا الجانبان إلى عقد اللجنة المشتركة المكلفة بالشؤون القنصلية لوضع الصيغة النهائية لاتفاقية الاستيطان وذلك قبل التئام الدورة المقبلة للجنة المشتركة الكبرى. كما كانت هذه الزيارة مناسبة للتباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الجانبان عن ترحيبهما للخطوات الهامة التي قطعها الأشقاء في ليبيا في مسار الانقتال الديمقراطي وانتخاب السيد على زيدان رئيسا جديدا لمجلس الوزراء الليبي وتزكية المؤتمر الليبي العام لحكومته وأكدا عزمهما العمل سويا من أجل دعم الاستقرار في ليبيا واستكمال مؤسساتها الدستورية والدفع بعجلة التنمية فيها. وجدد الجانبان استعدادهما لمواصلة التنسيق والتشاور حول عقد القمة المغاربية السابعة في تونس، مؤكدين على ضرورة الإعداد الجيد لها وتوفير الشروط الملائمة لإنجاحها وتطلعهما لأن تسهم هذه القمة في تحسين المنطقة المغاربية من المخاطر المتعددة، لاسيما الأمنية منها وفي تسريع مسار الاندماج المغاربي وتفعيل مؤسساته وهياكله. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لتطابق مواقفهما حول الوضع في شمال مالي، وثمن السيد حمادي الجبالي الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد تسوية سياسية لهذه الأزمة عبر الحوار بما يحفظ وحدة وسيادة الدولة المالية ويحقق لكافة مكونات الشعب المالي العدل والمساواة وتجنيبه ويلات التدخل العسكري الأجنبي وتداعياته على دول المنطقة. ولدى استعراضهما لتطورات الأزمة السورية ومستجدات القضية الفلسطينية، دعا الجانبان إلى ضرورة دعم الجهود التي يبذلها السيد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي والأممي، لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية وحيا -بالمناسبة- الانتصار الذي حققته القضية الفلسطينية باعتراف المنتظم الأممي بدولة فلسطين كدولة عضو مراقب، كما جددا دعوتهما ومساندتهما لكفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وناشدا الفصائل الفلسطينية بضرورة الإسراع في تجسيد المصالحة الوطنية. وعبر الجانبان -بالمناسبة- عن إدانتهما (أكرر إدانتهما) الواضحة للقرار الإسرائيلي ببناء 3000 وحدة سكنية في المستوطنات غير الشرعية بالقدس والضفة الغربية بغية تقطيع تواصل أراضي الدولة الفلسطينية وقرارها بتجميد مستحقات الضرائب العائدة للسطلة الفلسطينية وناشدا المجتمع الدولي ببذل كل الجهود لوقف الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية. وأعرب السيد حمادي الجبالي عن عميق شكره وبالغ امتنانه للقيادة الجزائرية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له طيلة إقامته بالجزائر ووجه -بالمناسبة- دعوة للسيد عبد المالك سلال الوزير الأول للقيام بزيارة رسمية إلى تونس ورحب السيد عبد المالك سلال بهذه الدعوة على أن يتم تحديد موعدها لاحقا باتفاق مشترك.(وأ)