أصدرت مؤسسة المنشورات العسكرية عددا خاصا لمجلة "الجيش" في نوفمبر الماضي تحت عنوان "الجيش الوطني الشعبي... مسيرة وتاريخ" وذلك بمناسبة إحياء خمسينية استقلال الجزائر، رافعة شعار "شعلة الولاء للوطن وفدائه بالنفس والتضحية من أجله، إرث متقد منذ 50 سنة، تبقى وهاجة تتحدى الزمن". وتضمن العدد ملفات متعددة منها "العلاقة: جيش-أمة" و«حماية الحدود" و«التحضير القتالي" و«الصناعة العسكرية" و«النشاطات الاجتماعية". وتم التركيز على الملف الأول الذي جاء ثريا بما حمله من مضامين، إذ تطرق إلى مقتطفات من خطابات لرئيس الجمهورية تحدث فيها عن العلاقة المميزة بين الشعب والجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني ومنها ما قاله في خطاب سنة 2004، جاء فيه "سيسجل التاريخ أن الجيش الوطني الشعبي، بعد أن أنقذ البلاد من فوضى عارمة وخيمة، أسهم بشكل أساسي في الحفاظ على المبادئ الجمهورية للأمة وكان مصدر تحفيز كبير لتطوير مسعى البناء الديمقراطي (...)، إن الجيش الوطني الشعبي يتمتع بثقة الأمة كاملة في ممارسة مهامه وإنه لراع حاضرا ومستقبلا لهذه الثقة". وتحت عنوان "من واجبنا دوما أن نعزز علاقة الجيش بأمته" جاءت كلمة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المالك قنايزية، الذي عاد فيها إلى المسيرة التاريخية للجيش الجزائري وبطولاته منذ الانتفاضات والمقاومات ضد الغزاة، ثم أشار إلى علاقته بأمته عندما قال "لقد استمر عطاء الجيش الوطني الشعبي تجاه الأمة الجزائرية -ودون مقابل- يقينا منه بأدائه لواجبه الدستوري، حيث نمى أواصر تلك العلاقة بفتح أبواب الانخراط منذ الاستقلال أمام جميع فئات الشعب ودون تمييز حتى بين الجنسين (...) وكان دوما حريصا على أن ينأى بنفسه عن التحزب وأثبت بحكمة بالغة ولائه المطلق للشعب". نفس المعاني حملتها كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، التي عنونت ب "سجل الجيش الوطني الشعبي بكل وفاء وقوفه إلى جانب شعبه الأبي"، إذ تحدث فيها عن خصال جيشنا الكثيرة ومنها الوفاء للعهد، إذ قال "وفاء منهم بالعهد الغليظ الذي قطعوه حفاظا على أمانة الشهداء، ولما كانت المصائب ومحن الدهر محكا للرجال الأخيار، برهن أفراد الجيش الوطني الشعبي وفي مرات عديدة عن قوة جأشهم وصمودهم في وجه نوائب الدهر". من جانبه، اعتبر رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة، الدكتور محمد الواد، أن الجيش الوطني الشعبي "يستمد روحه القتالية وهويته الاجتماعية ومعنوياته الحربية من تاريخ الأمة الجزائرية"، مضيفا أن "جيل الخمسينية الأولى تمكن من رفع عماد البلاد وإقامة صرح التنمية". وتضمن العدد مقالات متنوعة عن علاقة الجيش بأمته، أوضحت ترسخ هذه العلاقة وأسسها ومسار الانفتاح والتواصل مع الشعب وكذا عمله على ضمان استقرار البلاد. كما تم التركيز على مهمة حماية الحدود باعتبارها "الأولى" لدى الجيش الوطني الشعبي، وتمت الإشارة أن "حماية الوحدة الترابية، واجب مقدس"، وتحدثت المجلة عن القوات البرية باعتبارها فاعلا أساسيا في تأمين الحدود ومساهمة القوات الجوية في ضمان السيادة الوطنية، وتطرقت لمهام المصلحة الوطنية لحراسة الشواطئ والقوات البحرية والدفاع الجوي عن الإقليم ومجوعة حراس الحدود من الدرك الوطني، وكذلك مهام المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد. ويمكن قراءة مواضيع مثيرة للاهتمام عن التحضير القتالي تنتقل بنا من التكوين والتدريب أثناء الثورة التحريرية إلى التدريب والتحضير القتالي في الجيش الوطني الشعبي. وكذا الصناعة العسكرية في الجزائر منذ عهد الأمير عبد القادر إلى الآن وفي مجالات متعددة تمتد من السلاح إلى الألبسة، مع الاهتمام بالابتكار والتكنولوجيات الحديثة. وتضمن ملف التكفل الاجتماعي مواضيع عن النشاط الاجتماعي على مستوى الجيش الوطني الشعبي، الذي أدرك أهميتها، فأطلق العديد من المشاريع في هذا المجال تخص السكن والصحة والتربية والضمان الاجتماعي والتقاعد ومختلف الخدمات الاجتماعية الموجهة لأفراده.