قنايزية:مهمة البناء لم تثن الجيش عن آداء مهامه الدستورية قايد صالح:الإصلاح أعطى الأولوية للاستثمار في العنصر البشري المجلة التي سطرت مسيرة وتاريخ الجيش الشعبي الوطني كتب افتتاحيتها السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وتحت عنوان المجد لجيشنا، قال رئيس الجمهورية إن ثورة نوفمبر المجيدة المظفرة، إذ هزمت قوى الجبروت والطغيان واستطاعت أن تحطم قيود الاستعباد وتدمر أسوار الخوف وتحرر إرادة الشعب شكلت منعرجا حاسما في مسار الكفاح من أجل الحرية وتقرير المصير، مشيرا إلى الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة والكرامة والحرية، إنما هو تعبير عن الوفاء للأجيال المتعاقبة من شهداء المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وبأغلى ما يملكون من أجل أن يحيا الأبناء والأحفاد في كنف الحرية والعزّة والكرامة، فضلا عن شهيدات وشهداء الواجب الوطني على اختلاف فئاتهم، وفي مقدمتهم أفراد الجيش الوطني الشعبي البواسل الذين دفعوا ضريبة الدم من أجل صون الجمهورية وبقائها جمهورية عزيزة الجانب خالية من أسباب الفتنة والتباغض. ويستطرد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع في افتتاحيته مخاطبا الضباط وضباط الصف والجنود، إن الجزائر صمدت في وجه البغاة بفضل الجيش الوطني الشعبي، الباسل، الذي ما كان له أن يضطلع بذلك الدور التاريخي وتلك المهمة الصعبة لولا ذلك الإخلاص والحب للوطن والتحلي بروح المسؤولية، كل ذلك يقول رئيس الجمهورية يجب أن يحدوا كل أفراده على التجنيد من أجل الدفاع عن قيم نوفمبر وصون أمانة الشهداء. التطورات والتحولات الإقليمية والدولية الجارية، وما تفرزه من تهديدات ومخاطر وتحديات عديدة وعابرة للحدود تملي علينا يقول الرئيس بوتفليقة جعل قضايا الدفاع والأمن في صلب اهتماماتنا وانشغالاتنا وما دفعنا شخصيا إلى الاعتناء بتطوير قواتنا المسلحة وتحديثها والإرتقاء بها إلى درجة تمكنها من آداء مهامها الدستورية على الوجه الأوفى، والقيام بواجباتها التنظيمية، من خلال الاهتمام بالموارد البشرية تكوينا وتدريبا وفق برامج ومناهج عصرية وتطوير التجهيزات والقاعدة المادية والتقنية على نحو متواصل. تطوير جهاز الدفاع الوطني قصد حماية السيادة الوطنية يتطلب جبهة داخلية قوية متينة موحدة ومنسجمة قادرة على حماية الوطن داخليا وخارجيا من أي تهديد، مهما كان مصدره، هكذا يرى رئيس الجمهورية الذي يؤكد على ذلك يشكل العروة الوثقى التي تربط الجيش بالأمة وتعد الأساس في مهمة الدفاع الوطني، ولهذا كله وجب رعايتها ودعمها حتى يتوحد الشعب بكل مكوناته ويتخندق في خندق واحد لحماية الوطن. مهمة الدفاع عن الوطن فرض عين على كل مواطن، بل هو واجب مقدس لا يمكن التخلي عنه تحت أي مبرر كان، مثلما يؤكد القائد الأعلى للقوات المسلحة في ذات الافتتاحية، حيث أبرز أنه من منطلق هذه الروح، فإنه لابد من تطوير ثقافة الدفاع الوطنية وتضم كافة قطاعات النشاط الوطنية. ولدى تطرقه إلى المصالحة الوطنية، قال رئيس الجمهورية، أن الوحدة الوطنية والمشاركة الجماعية تشكلان أساس حماية الوطن، لكن المصالحة الوطنية تبقى في أسمى معانيها الصخرة التي ستتحطم عليها كافة الأطماع الرامية إلى المساس بسيادة الوطن ووحدته. إن مسألة الدفاع الوطني تقتضي أن تأخذ في الحسبان المحيطين الإقليمي والدولي وإقامة علاقات تعاون عسكري وعملياتي على مختلف المستويات والمساهمة في جميع الأعمال والمبادرات الثنائية أو المتعددة الأطراف وكل هذا يقول رئيس الجمهورية من أجل المساعدة على استتباب الأمن والإستقرار محليا وإقليميا وعالميا. أما الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المالك ڤنايزية، فقد أشار في كلمته في مجلة الجيش وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين، أن هذه الأخيرة فرصة مناسبة للوقوف على مسيرة 50 سنة من الاستقلال واسترجاع الحرية، التي نعتز ونفتخر بها وبما تحقق من انجازات ومكتسبات. ويقول السيد ڤنايزية أن الواجب يدعو الذاكرة الجماعية إلى استحضار ما دفعه أسلافنا من غالي ونفيس من أجل نيل الحرية والتضحيات الجسام التي قدمها الجزائريون، فنعمة الأمن والتطور التي تنعم بها الجزائر اليوم، ماهي إلا محصلة لتضحيات وجهود أجيال في كافة القطاعات، بما فيها قطاع الدفاع الوطني. فالجيش الوطني الشعبي الذي وجد هو سليل جيش التحرير الوطني، وجد نفسه أمام عدة تحديات أهمها بناء أداة دفاعية متطورة لحماية الوطن، فكان قاطرة البناء والتنمية وبشكل فعّال في تحقيق العديد من البرامج التنموية كإقامة السد الأخضر وشق طريق الوحدة الإفريقية وبناء القرى النموذجية وتطهير الحدود من ألغام المستعمر الفرنسي. وحسب السيد عبد المالك ڤنايزية، فإن مهمة البناء لم تثن الجيش الوطني الشعبي عن آداء مهامه الدستورية من خلال تنمية قدراته الدفاعية وتطوير تنظيمه وهياكله. واستطرد الوزير المنتدب، لدى وزير الدفاع الوطني في كلمته، أن الجيش الشعبي الوطني مصمم اليوم على مواكبة التطورات الحاصلة في مجالي الدفاع والأمن، نظرا للتحديات الأمنية والتكنولوجية والتنموية، من خلال وضع استراتيجية دفاعية متينة، بعد أن فرضت التهديدات الأمنية المتعددة الأشكال كالإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، تكييف المنظومة الدفاعية لمجابهة هذه الأخطار. ومن جهته، أبرز السيد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، في كلمته في مجلة الجيش، أهم المحطات التي مرّ بها الجيش الوطني الشعبي منذ استرجاع السيادة والتضحيات الجسام التي قدمها الجزائريون خلال حرب التحرير ومنذ فجر الاستقلال والتزام أفراد الجيش لبناء الجزائر وحمايتها والذود عنها من خلال تعزيز ودعم وحصن مناعة مؤسسة الجيش لمواجهة تحديات مرحلة مابعد الاستقلال، إلى اليوم. وأشار الفريق ڤايد صالح في كلمته، إلى مسار الإصلاح الذي مسّ الجيش والذي أعطى الأولوية للاستثمار في العنصر البشري ودعم المنظومة التكوينية لتكوين إطارات مستقبلية للجيش الوطني الشعبي، حيث وبفضل توفر الهياكل البيداغوجية الملائمة شكلت روافد غزيرة من روافد ترقية القدرات القتالية والعملياتية للقوات المسلحة بما يضمن مواكبة متطلبات المعركة الحديثة. مجلة الجيش وفي عددها الأول، تضمنت مواضيع ثرية أخرى حول الجيش الوطني الشعبي من خلال الدستور وهيكلته وتنظيمه والمسيرة الطويلة المشرفة للخدمة الوطنية والتجنيد والتكوين، في انتظار الأعداد الأخرى المتبقية ضمن السلسلة الخاصة المخلدة للمسار الطويل البارز للجيش الوطني الشعبي.